gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الثلاثاء، أكتوبر ١٦، ٢٠٠٧

والقاديانية طائفة فاسقة

في الأسابيع الثلاثة الماضية عن طائفة "القرآنيين" التي تزعم أن سنة الرسول "صلي الله عليه وسلم" ليست من الدين الإسلامي وتدعي أن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية.. وقلت إن طائفة "القرآنيين" نشأت مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين ببلاد الهند وأن الاستعمار الانجليزي وراء نشأة تلك الطائفة لتفريق صفوف المسلمين بهدف إضعاف شوكتهم عن طريق بث النزاع بينهم. واليوم أتحدث عن طائفة "القاديانية" تلك الطائفة التي ظهرت في نفس الوقت الذي نشأت فيه جماعة "القرآنيين" ببلاد الهند وترعرعت "القاديانية" في أحضان الاستعمار الانجليزي المعادي للإسلام. القاديانية.. ظهرت علي يد "ميرزا غلام أحمد".. ولد سنة 1252ه في "قاديان" بالهند وقرأ القرآن وبعض الكتب الفارسية وتعلم اللغة العربية ثم النحو والمنطق والفلسفة وكتب كتباً في الطب.. وعمل في إدارة المندوب السامي البريطاني ثم استقال بعد 4 سنوات للعمل في إدارة أعمال والده وكان عمره 21 عاماً. وميرزا غلام أحمد جنده الاستعمار الانجليزي لبذر الخلاف بين أهل الهند المسلمين لتحقيق أهدافهم وأغراضهم وهي تفرقة المسلمين الذين كانوا يمثلون قلقاً وإزعاجاً للانجليز. بل يمثلون خطورة علي سلطتهم وبقائهم بالهند.. زعم غلام أحمد في عام 1876م أنه نزل عليه الوحي بأن أباه سوف يموت بعد الغروب.. وأخذ بعدها يصرح بأن الوحي ينزل عليه. ثم أذاع منشوراً أعلن فيه أنه المسيح المنتظر. بعدها انتقل إلي دلهي يدعو إلي نحلته. ونظراً لخطورة هذا الرجل وقف علماء المسلمين له بالمرصاد وصاروا يفندون آراءه وينشرون المقالات ضده التي تؤكد كفره وفسوقه عن الإسلام.. وعندما اشتد علماء الإسلام في معارضته قرر عام 1897 التخلص منهم ولجأ إلي حاكم الهند وطلب منه وضع قانون يسوغ لأصحاب كل دين إظهار حقائق دينهم ويحميهم من تعرض غيرهم لهم باعتبار أنه نبي وصاحب رسالة!!.. واستمر ميرزا غلام أحمد في ضلالاته وانحرافاته.. وفي عام 1898 وضع قانوناً لأتباعه بألا يزوجوا بناتهم لمن لم يكن مصدقاً بنبوته. ثم أسس مدرسة لتعليم أبناء نحلته دعوته في قاديان ثم أنشأ مسجداً بها.. وفي عام 1900م ألقي غلام أحمد علي أعوانه خطبة أطلق عليها "الخطبة الإلهامية" وتشتمل علي ضلالات يعتبرونها معجزات.. وفي عام 1905م زعم أنه أوحي إليه أن أجله اقترب وكتب كتاباً يعرف بالوصاية طلب فيه من أعوانه أن يكتبوا علي قبره "ميرزا غلام أحمد موعود" بمعني الموعود بالجنة.. ولكن أجله امتد بعد ذلك ثلاث سنوات. حيث مات عام 1908م. ومن مزاعم ميرزا غلام أحمد التي كان يرددها لأعوانه: "كان عيسي علماً لبني إسرائيل وأنا علم لكم أيها المفرطون". وقال: "إن المسيح يعني غلام أحمد كان مرسلاً من الله تعالي وإنكار رسول الله تعالي جسارة عظيمة قد تؤدي إلي الحرمان من الإيمان"!!.. ويدعي أن الله خاطبه: "إني خلقتك من جوهر عيسي وأنك وعيسي من جوهر واحد وكشيء واحد" وقال: "ما أعطاه الله لكل نبي واحداً واحداً أعطاه لي جميعاً"!!.. وقال في كتابه "أحمد رسول العالم الموعود" الذي أصدره باللغة الانجليزية: "فالواقع أن الله القدير قد أبلغني أن مسيح السلالة الإسلامية أعظم من مسيح السلالة الموسوية".. وقال أيضاً: "وإن تعدوا دلائل صدقي لا تحصوها"!!. وهناك دلائل كثيرة تؤكد أن الاستعمار الانجليزي وراء تجنيد ميرزا غلام أحمد منها ما جاء علي لسانه وهو يخاطب أعوانه عندما قال: "فاذكروا دائماً أن الحكومة الانجليزية هي رحمة وبركة لكم.. فهي الدرع التي تقيكم.. إن الانجليز خير ألف مرة من المسلمين الذين هم أعداؤكم" ثم قال: "اتركوا ذكر ابن مريم فإن غلام أحمد خير منه". عقب وفاة ميرزا غلام أحمد عام 1908م تولي نجله نورالدين قيادة الطائفة واستمر في ضلالات أبيه وصار علي مذهبه غير أنه في آخر حياته بدأ شيء من الخلاف يدب بين أعوانه وعندما مات تولي شقيقه محمود بدلاً منه إلا أن القاديانية انقسمت في عهده إلي مجموعتين.. الأولي: شعبة قاديان برئاسة محمود بن غلام أحمد.. والثانية: شعبة لاهور وتولي رئاستها شخص يدعي علي محمد علي الذي ترجم القرآن الكريم إلي الانجليزية. وشعبة قاديان أساس عقيدتها أن غلام أحمد نبي مرسل.. أما شعبة لاهور فظاهر مذهبها أنها لا تثبت النبوة لغلام أحمد وأن كتبه مملوءة بادعاء النبوة.. وأنكرت شعبة لاهور في كتبهم أن يكون المسيح عليه السلام ولد من غير أب. وادعي زعيمهم أن عيسي عليه السلام ابن يوسف النجار. ثم قام بتحريف بعض الآيات القرآنية لتوافق عقيدته. والقاديانية لم تقتصر علي الهند فقط بل قام ميرزا غلام أحمد قبل وفاته بنشر أكاذيبه في العديد من الدول الإسلامية والعربية ومن بينها مصر وسوريا والأردن وفلسطين والعراق. وفي النهاية يمكن القول إن انتشار ظاهرة ادعاء النبوة والألوهية وإنكار سنة رسول الله "صلي الله عليه وسلم" في العصر الحديث يرجع إلي مساهمة اليهود والصهاينة في دعمها. حيث ترعرعت الفرق الضالة الخارجة عن الإسلام في أحضان الاستعمار المعادي للإسلام.. فطائفة القاديانية وجماعة القرآنيين ظهرتا في ظل الاستعمار الانجليزي للهند.. والبابية ثم البهائية نشأتا في ظل الاستعمار الروسي لإيران مستغلة الانحرافات والخرافات التي سادت الوسط الشيعي.. وهيأت النفسية الفارسية والشيعية لتقبل الأفكار الغريبة والمنحرفة والشاذة.. وأعلنت هذه الفرق انفصالها عن الإسلام نهائياً وزعموا وجود أنبياء لهم وكتب نزلت عليهم من عند الله ليتبعوها ولا يتبعوا القرآن الكريم. وجعلوا لهم مراسم وأعياداً خاصة بهم علاوة علي أدائهم لفريضة الحج بعكا بدلاً من مكة المكرمة!!.. آخر كلام: * عندما غرقت العبَّارة السلام 98 في مياه البحر الأحمر وراح ضحيتها أكثر من ألف مواطن بسيط قالوا لنا إن الإهمال السبب.. وعندما وقعت حوادث قطارات الصعيد وكفرالدوار وقليوب وغيرها أكدوا لنا أن الإهمال السبب.. وأخيراً حادث غرق معدية أبوقرقاص ثاني أيام عيد الفطر المبارك ووفاة عدد كبير من ركابها ذكروا لنا أن الإهمال السبب.. أقترح علي الحكومة التقدم لمجلس الشعب بتعديل تشريعي عاجل لمحاكمة الأخ "الإهمال" طالما لا يوجد متهم معروف!!.. * القطط والكلاب والنمل الجبلي والحشرات الطائرة تطارد مرضي مستشفي حميات السويس.. "بدون تعليق". وليد نصير .. وداعاً * في الأسبوع الماضي فقدنا الزميل العزيز سيد عبدالفتاح حسان مساعد مدير تحرير "الجمهورية".. ويوم الخميس الماضي فقدنا الزميل الشاب وليد نصير المحرر والناقد الرياضي بالعدد الأسبوعي بالجمهورية إثر حادث أليم تعرض له أثناء توجهه بصحبة أسرته الصغيرة إلي بلدته بمحافظة المنيا لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك مع عائلته.. وليد كان مثالاً للشاب المخلص الطموح الخلوق المهذب.. تغمد الله الفقيدين العزيزين بواسع رحمته وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان.

الاثنين، أكتوبر ٠٨، ٢٠٠٧

القرآن برىء من القرآنيين 3

تلقيت العشرات من الرسائل تعليقاً علي ما كتبته في الأسبوعين الماضيين عن طائفة "القرآنيين" التي تزعم أن سنة الرسول صلي الله عليه وسلم ليست من الدين الإسلامي وتدعي أن القرآن هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية!!.. اتفق القراء الأعزاء معي فيما ذكرته بأن طائفة القرآنيين ليسوا سوي فئة مغرضة تستهدف النيل من السنة النبوية وإنكار الأحاديث الشريفة وأنهم يجدون من يحتضنهم في الغرب ويمنحهم حق اللجوء السياسي بزعم أن إسلامهم هو الإسلام المعتدل الذي يريده الغرب!!.. وطالبني بعض القراء بنشر نبذة تاريخية عن طائفة القرآنيين وأفكارهم ومعتقداتهم.. واستجابة لرغبة القراء الأعزاء أنشر اليوم نبذة تاريخية عن نشأة طائفة القرآنيين ومعتقداتهم وأفكارهم الخبيثة حتي يتحصن منها الجميع خشية من شيوع أفكارهم الخبيثة المنحرفة. في البداية يمكن القول إن إنكار السنة النبوية بدأت علي أيدي الخوارج والشيعة ثم انضم إليهم طوائف أخري مثل المعتزلة الذين انتسب إليهم كثير من الزنادقة والفاسقين عن الملة.. فالشيعة لم يقبلوا من سنة الرسول صلي الله عليه وسلم إلا القليل فلم يوالوا من الصحابة إلا بضعة عشر صحابياً رضوا عنهم وأخذوا منهم وأنكروا الكم الهائل من السنة النبوية لأنها أتت عن الصحابة الذين لا يرضي عنهم الشيعة. الخطورة أن بعض الشيعة لم يكتفوا بإنكار الحديث ورفض السنة وإنما لجأوا إلي ما أسموه "أحاديث" ونسبوها إلي النبي صلي الله عليه وسلم فألفوا كلاماً علي هيئة أحاديث وذلك في تعظيم أئمتهم وتأصيل معتقدهم.. اما الخوارج فقد طعنوا في الصحابة بسبب واقعة التحكيم الشهيرة أثناء الحرب بين علي ومعاوية فمن الخوارج من فسق الصحابة وهم قلة لا تذكر والأكثرون من الخوارج كفروا الصحابة بل إنهم كفروا جميع المسلمين!! وفي العصر الحديث نشأت طائفة "القرآنيين" مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ببلاد الهند.. تلك الطائفة التي زعمت الاعتماد علي القرآن وحده وأنكرت السنة النبوية المطهرة وأخذت تدعو إلي نحلتها تحت رعاية الاستعمار الإنجليزي ثم انتقلت من الهند إلي باكستان.. فعندما وضع الإنجليز أيديهم علي شبه القارة الهندية دانت لهم طوائفها وفرقها من الهندوس والبوذيين والجنيين وغيرهم ممن يدينون بغير الإسلام.. اما المسلمون رغم قلتهم فقد رفضوا الخضوع لقادة الإنجليز المستعمرين لذلك كان المسلمون بالهند يمثلون للإنجليز قلقاً وإزعاجاً بل يمثلون خطورة علي سلطتهم وبقائهم في تلك البلاد لأنهم كانوا يجاهدون ويقومون بثورات ضدهم. ونظراً لخطورة المسلمين علي استمرار وبقاء الإنجليز في بلاد الهند لجأ قادتهم إلي تفريق صفوف المسلمين بهدف إضعاف شوكتهم عن طريق بث النزاع بينهم.. وكانت خطتهم تقوم علي استقطاب أشخاص من المسلمين يرون فيهم قبولاً لبيع دينهم وأمتهم مقابل السلطة والمال ويقومون بتجنيدهم للعمل ضد الإسلام والمسلمين.. وكانت الخطة التي رسمها الإنجليز لهؤلاء العملاء واحدة حيث يبدأ العملاء بالتظاهر بالإسلام والحرص عليه والدعوة إليه والكتابة فيه حتي إذا اشتهر أمرهم والتف الناس حولهم يقومون بتنفيذ خطة الإنجليز التي رسموها لهم لبث سمومهم فمنهم من ادعي النبوة مثل ميرزا غلام أحمد مؤسس الطائفة القاديانية ومنهم من ادعي حب رسول الله صلي الله عليه وسلم فوصفه ببعض صفات الله سبحانه وتعالي مثل أحمد رضا خان ومنهم من ادعي انه مجدد القرآن مثل أحمد خان.. ويعد الأخير أحمد خان أول من أنكر السنة النبوية في العصر الحديث بل كانت له آراء شاذة مخالفة لما عليه القرآن الكريم والسنة وإجماع علماء الأمة وذلك بتحريض من الإنجليز وخدمة لأغراضهم.. وألف كتاباً أسماه "تفسير القرآن" وقد نهج في تفسيره نهجاً يخالف القرآن نفسه والسنة وإجماع علماء الأمة وتخالف النهج العلمي في أبسط صوره واعتمد في تفسيره للقرآن علي عقله وهواه وتعليمات الإنجليز!! بل خالف في تفسيره اللغة التي نزل بها القرآن وأنكر الغيب والملائكة والجن والشياطين وزعم أن القرآن الكريم لم ينزل علي محمد صلي الله عليه وسلم بألفاظه ومعانيه بل إنه نزل بالمعني فقط بمعني أن الله سبحانه وتعالي قذف بمعاني القرآن في قلب محمد صلي الله عليه وسلم ثم صاغها محمد صلي الله عليه وسلم في ألفاظ من عنده!! وإذا كان أحمد خان هو أول من أنكر السنة النبوية في العصر الحديث إلا أن عبد الله بن عبد الله الجكرالوي يعد أشهر من كفر بالسنة والدعوة إلي نبذها وعدم العمل بها.. ولد عام 1830 ببلدة "جكرالة" إحدي قري إقليم البنجاب بباكستان حالياً وهو من أسرة مسلمة متدينة.. درس علم الحديث الشريف وتخصص فيه وعمل مدرساً ومعلماً ثم دخل مجال التأليف والكتابة في نفس المجال بهدف خدمة السنة إلا أنه انحرف فجأة وخرج علي الناس بعقيدة جديدة بأن القرآن هو وحده الموحي به من عند الله تعالي إلي محمد صلي الله عليه وسلم أما عداه من السنة فليس بوحي.. ومن هنا تحول الشخص الذي كان يُعلم السنة ويدافع عنها إلي الهجوم عليها والدعوة إلي إنكارها!! بالطبع لفت "الجكرالوي" أنظار المستعمرين الإنجليز إليه وذلك بعد انقلابه المفاجئ علي السنة فتقربوا منه ومن هنا بدأت صلته بالإنجليز واستعملوه لخدمة أغراضهم وأهدافهم وأخذ يدعو إلي إنكار السنة كلها وأسس جماعة أطلق عليها "أهل الذكر والقرآن" ونشط بشكل مكثف لنبذ السنة النبوية والزعم بأن القرآن كافي في قضايا الدين وأحكام الشريعة وألف في ذلك العديد من الكتب.. ونظراً لخطورة هذا الرجل وقف علماء المسلمين له بالمرصاد وصاروا يفندون آراءه وينشرون المقالات ضده التي تؤكد كفره وفسوقه عن الإسلام.. ورغم ذلك ظل علي ضلالته من الكفر بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم والدعوة إلي نبذها وعدم العمل بها حتي توفي عام 1914 بعد عمر طويل قضاه ضد الإسلام. سيد عبد الفتاح هذا الأسبوع فقدت الصحافة المصرية أحد أبنائها المخلصين.. نعم فقدنا زميلاً عزيزاً.. فقدنا إنساناً محترماً.. فقدنا أخا خلوقا محبوبا.. فقدنا صديقا مخلصا.. فقدنا صحفيا ماهرا.. فقدنا كاتبا بارعا.. فقدنا الزميل والصديق الأستاذ السيد عبد الفتاح الكاتب الصحفي بالجمهورية. سيد عبد الفتاح: لن ننساك مادام في العمر بقية.. لك ألف رحمة ولأسرتك الكريمة ولنا جميعاً الصبر والسلوان.

القرأن برىء من القرآنيين 2

الأسبوع الماضي تحدثت في هذا المكان عن جماعة "القرآنيين" وذكرت أن أفراد تلك الجماعة من المنافقين الذين يظهرون غير ما يبطنون.. يتدثرون بعباءة الإسلام ويصطنعون الحرص عليه والدعوة إليه والعمل علي وحدة الأمة. وبينما هم يعلنون ذلك يسعون إلي تحقيق أغراضهم الخبيثة في القضاء علي الإسلام عن طريق التشكيك في مصادره الموحي بها من عند الله عز وجل وخاصة السُنَّة النبوية المطهرة. وذلك بإثارة الشبهات ضد سُنَّة رسول الله "صلي الله عليه وسلم" والزعم بأنها ليست من الدين ولا صلة لها بالتشريع الإسلامي ويزعمون أن القرآن هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية. وذكرت كذلك أن أفراد جماعة القرآنيين وأمثالهم من المحسوبين علي الإسلام يجدون من يحتضنهم في الغرب ويمنحهم حق اللجوء السياسي بزعم أن إسلامهم هو الإسلام المعتدل الذي يريده الغرب.. وتأكيداً لما ذكرته فقد نقلت وسائل الإعلام في اليومين الماضيين عن مؤسس جماعة "القرآنيين" أحمد صبحي منصور أنه طلب من الإدارة الأمريكية التي تحتضنه علي أراضيها منذ سنوات سرعة التدخل بالضغط علي السلطات المصرية للإفراج عن المعتقلين من أتباعه الذين زعم تعرضهم للتعذيب.. علاوة علي أنه ناشد السلطات الأمريكية السماح لأتباعه في مصر بالهجرة إلي الولايات المتحدة الأمريكية ومنحهم حق اللجوء السياسي أسوة بما حدث معه بعد أحداث 11 سبتمبر للعمل علي تأسيس ما أطلق عليه "نموذج الإسلام المعتدل"!!. .. ووفقاً لآراء العديد من المؤرخين ظهرت طائفة القرآنيين في نهاية القرن التاسع عشر في الهند. ثم بدأت في الانتشار بترويج فكرة الاعتماد علي القرآن فقط. مستغلين أن أهل السنة يعتمدون علي جمع الأحاديث من أهل البيت والصحابة في حين أن الشيعة يرفضون الأحاديث الواردة عن الصحابة. ومن هنا بدأ القرآنيون يرددون مقولة حق يريدون بها باطلاً وهي أن الحل لهذا الخلاف الأخذ بالقرآن فقط في عملية التشريع. ومع أن الظاهر أن ما يوحد القرآنيين هو إنكار السنة النبوية والأحاديث التي يرويها صحابة رسول الله "صلي الله عليه وسلم"مثل أبي هريرة. فالواقع أن هؤلاء القرآنيين ليسوا متفقين. وهناك خلافات وانقسامات بينهم في العالم.. فطائفة القرآنيين الموجودة في مصر ويتزعمها أحمد صبحي منصور المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية أنشأت موقعاً علي شبكة الإنترنت تحت مسمي "أهل القرآن" بهدف الترويج لفكرهم والتعبير عن معتقداتهم ويرفضون الاستدلال بأية أحاديث نبوية أو قدسية.. ويعتبرون هذا الموقع هو اللبنة الأولي لتجمع القرآنيين علي مستوي العالم وتوثيق الروابط بينهم والتعاون معاً في الأمور الدينية والدنيوية.. وفي المقابل فإن هناك موقعاً آخر علي شبكة الإنترنت يسمي موقع "القرآنيين" يقوم عليه شخص جزائري يدعي نور الحاج حمد يقول: إن القرآنيين كما عرفتهم فئة ضالة إلا من رحم ربك لأنهم غير صادقين فيما يزعمون علي أنهم يتبعون التنزيل وحده مصدراً للتشريع فقد وجدت منهم اعتراضاً كبيراً علي التنزيل حين عرضت عليهم التشريع الذي أنزله الله!!.. وجماعة "القرآنيين" يا سادة: ترفض السيرة النبوية والحديث والتفسير وحجاب المرأة ولا تحرم أكل لحم الخنزير أو شرب الخمر ولا تعاقب الشواذ من الرجال أو المثلين من النساء وتطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث. ويؤكد صبحي منصور في موقعه علي شبكة الإنترنت أن القرآنيين ليسوا جماعة أو فئة أو طائفة يمكن أن تسجلهم أو أن تجمعهم في مؤتمر أو أن تضمهم في تنظيم ولكنهم فقط منهج عقلي في فهم الإسلام ويريدون الإصلاح السلمي للمسلمين من داخل الإسلام بعد أن ثبت فشل القائمين علي المؤسسات الدينية الرسمية في القيام بالإصلاح. بل ثبت أنهم سبب التخلف واتهام الإسلام بالتطرف. أعجبتني دراسة اطلعت عليها مؤخراً أعدها العالم الجليل الدكتور محمود مزروعة أكد فيها أن طائفة "القرآنيين" نشأت علي أيدي الانجليز الذين كانوا يستعمرون الهند وهي حركة من الحركات الكثيرة التي قام بها الانجليز في هذه المنطقة لهدم الإسلام وتفريق المسلمين مثل "القاديانية" وغيرها. والدكتور مزروعة أكد كذلك أن رءوس هذه الحركة كانوا علي اتصال دائم وقوي بالانجليز وكان الانجليز يمدونهم بالعون المادي والمعنوي. بل كان بعض هؤلاء علي اتصال بحركة المنصرين بالهند. وأكد الدكتور مزروعة أن هذه الحركة بجميع طوائفها خارجة عن الإسلام وفاسقة وإن زعمت لنفسها الإسلام وانتسبت إلي القرآن فإن انتسابها إلي القرآن باطل لأنها كفرت بالقرآن في نفس اللحظة التي كفرت فيها بالسنة لأنه لا تفرقة بين القرآن والسنة فهما يخرجان من مشكاة واحدة هي مشكاة الوحي الإلهي المعصوم.. وأن هدف هؤلاء والغاية التي يسعون إلي تحقيقها هو القضاء علي الإسلام وتفريق الأمة المسلمة. وأن انتسابهم إلي القرآن إنما هو ستار يتخفون وراءه ليزاولوا تحت شعاره أنشطتهم الهدامة وحركاتهم التخريبية.. آخر كلام: * الأسبوع الماضي ناشدت الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر التدخل لحل مشكلة تحويلات الطلاب الجدد بجامعة الأزهر.. ولأنه رجل شهم وصعيدي أصدر قراراً بفتح باب التحويلات للطلاب المتخلفين منذ أمس الأول "الأحد" وحتي بعد غد "الخميس" بس يا ريت ما يطلبوش فتح باب التحويلات ثاني يوم السبت القادم!!.. عموماً شكراً للرجل الطيب الدكتور أحمد الطيب. * الحمد لله تحسنت الحالة الصحية لأستاذنا ونقيبنا جلال عارف بعد وعكة صحية تعرض لها بمقر النقابة.. أثق تماماً أن هذا الرجل "الخلوق" يسابق الزمن للعودة مرة أخري للمطالبة بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر لأنه تاريخ في نقابة الصحفيين. * سقط سهواً في نعي "رغيف العيش" الذي نشرته الأسبوع الماضي أنه ابن عم "الرقاق" وقريب ونسيب "السميط" والكحك" والبسكويت.. عموماً العزاء يومياً للرجال والسيدات أمام المخابز.. نسألكم الفاتحة..