gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الاثنين، أكتوبر ٠٨، ٢٠٠٧

القرآن برىء من القرآنيين 3

تلقيت العشرات من الرسائل تعليقاً علي ما كتبته في الأسبوعين الماضيين عن طائفة "القرآنيين" التي تزعم أن سنة الرسول صلي الله عليه وسلم ليست من الدين الإسلامي وتدعي أن القرآن هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية!!.. اتفق القراء الأعزاء معي فيما ذكرته بأن طائفة القرآنيين ليسوا سوي فئة مغرضة تستهدف النيل من السنة النبوية وإنكار الأحاديث الشريفة وأنهم يجدون من يحتضنهم في الغرب ويمنحهم حق اللجوء السياسي بزعم أن إسلامهم هو الإسلام المعتدل الذي يريده الغرب!!.. وطالبني بعض القراء بنشر نبذة تاريخية عن طائفة القرآنيين وأفكارهم ومعتقداتهم.. واستجابة لرغبة القراء الأعزاء أنشر اليوم نبذة تاريخية عن نشأة طائفة القرآنيين ومعتقداتهم وأفكارهم الخبيثة حتي يتحصن منها الجميع خشية من شيوع أفكارهم الخبيثة المنحرفة. في البداية يمكن القول إن إنكار السنة النبوية بدأت علي أيدي الخوارج والشيعة ثم انضم إليهم طوائف أخري مثل المعتزلة الذين انتسب إليهم كثير من الزنادقة والفاسقين عن الملة.. فالشيعة لم يقبلوا من سنة الرسول صلي الله عليه وسلم إلا القليل فلم يوالوا من الصحابة إلا بضعة عشر صحابياً رضوا عنهم وأخذوا منهم وأنكروا الكم الهائل من السنة النبوية لأنها أتت عن الصحابة الذين لا يرضي عنهم الشيعة. الخطورة أن بعض الشيعة لم يكتفوا بإنكار الحديث ورفض السنة وإنما لجأوا إلي ما أسموه "أحاديث" ونسبوها إلي النبي صلي الله عليه وسلم فألفوا كلاماً علي هيئة أحاديث وذلك في تعظيم أئمتهم وتأصيل معتقدهم.. اما الخوارج فقد طعنوا في الصحابة بسبب واقعة التحكيم الشهيرة أثناء الحرب بين علي ومعاوية فمن الخوارج من فسق الصحابة وهم قلة لا تذكر والأكثرون من الخوارج كفروا الصحابة بل إنهم كفروا جميع المسلمين!! وفي العصر الحديث نشأت طائفة "القرآنيين" مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ببلاد الهند.. تلك الطائفة التي زعمت الاعتماد علي القرآن وحده وأنكرت السنة النبوية المطهرة وأخذت تدعو إلي نحلتها تحت رعاية الاستعمار الإنجليزي ثم انتقلت من الهند إلي باكستان.. فعندما وضع الإنجليز أيديهم علي شبه القارة الهندية دانت لهم طوائفها وفرقها من الهندوس والبوذيين والجنيين وغيرهم ممن يدينون بغير الإسلام.. اما المسلمون رغم قلتهم فقد رفضوا الخضوع لقادة الإنجليز المستعمرين لذلك كان المسلمون بالهند يمثلون للإنجليز قلقاً وإزعاجاً بل يمثلون خطورة علي سلطتهم وبقائهم في تلك البلاد لأنهم كانوا يجاهدون ويقومون بثورات ضدهم. ونظراً لخطورة المسلمين علي استمرار وبقاء الإنجليز في بلاد الهند لجأ قادتهم إلي تفريق صفوف المسلمين بهدف إضعاف شوكتهم عن طريق بث النزاع بينهم.. وكانت خطتهم تقوم علي استقطاب أشخاص من المسلمين يرون فيهم قبولاً لبيع دينهم وأمتهم مقابل السلطة والمال ويقومون بتجنيدهم للعمل ضد الإسلام والمسلمين.. وكانت الخطة التي رسمها الإنجليز لهؤلاء العملاء واحدة حيث يبدأ العملاء بالتظاهر بالإسلام والحرص عليه والدعوة إليه والكتابة فيه حتي إذا اشتهر أمرهم والتف الناس حولهم يقومون بتنفيذ خطة الإنجليز التي رسموها لهم لبث سمومهم فمنهم من ادعي النبوة مثل ميرزا غلام أحمد مؤسس الطائفة القاديانية ومنهم من ادعي حب رسول الله صلي الله عليه وسلم فوصفه ببعض صفات الله سبحانه وتعالي مثل أحمد رضا خان ومنهم من ادعي انه مجدد القرآن مثل أحمد خان.. ويعد الأخير أحمد خان أول من أنكر السنة النبوية في العصر الحديث بل كانت له آراء شاذة مخالفة لما عليه القرآن الكريم والسنة وإجماع علماء الأمة وذلك بتحريض من الإنجليز وخدمة لأغراضهم.. وألف كتاباً أسماه "تفسير القرآن" وقد نهج في تفسيره نهجاً يخالف القرآن نفسه والسنة وإجماع علماء الأمة وتخالف النهج العلمي في أبسط صوره واعتمد في تفسيره للقرآن علي عقله وهواه وتعليمات الإنجليز!! بل خالف في تفسيره اللغة التي نزل بها القرآن وأنكر الغيب والملائكة والجن والشياطين وزعم أن القرآن الكريم لم ينزل علي محمد صلي الله عليه وسلم بألفاظه ومعانيه بل إنه نزل بالمعني فقط بمعني أن الله سبحانه وتعالي قذف بمعاني القرآن في قلب محمد صلي الله عليه وسلم ثم صاغها محمد صلي الله عليه وسلم في ألفاظ من عنده!! وإذا كان أحمد خان هو أول من أنكر السنة النبوية في العصر الحديث إلا أن عبد الله بن عبد الله الجكرالوي يعد أشهر من كفر بالسنة والدعوة إلي نبذها وعدم العمل بها.. ولد عام 1830 ببلدة "جكرالة" إحدي قري إقليم البنجاب بباكستان حالياً وهو من أسرة مسلمة متدينة.. درس علم الحديث الشريف وتخصص فيه وعمل مدرساً ومعلماً ثم دخل مجال التأليف والكتابة في نفس المجال بهدف خدمة السنة إلا أنه انحرف فجأة وخرج علي الناس بعقيدة جديدة بأن القرآن هو وحده الموحي به من عند الله تعالي إلي محمد صلي الله عليه وسلم أما عداه من السنة فليس بوحي.. ومن هنا تحول الشخص الذي كان يُعلم السنة ويدافع عنها إلي الهجوم عليها والدعوة إلي إنكارها!! بالطبع لفت "الجكرالوي" أنظار المستعمرين الإنجليز إليه وذلك بعد انقلابه المفاجئ علي السنة فتقربوا منه ومن هنا بدأت صلته بالإنجليز واستعملوه لخدمة أغراضهم وأهدافهم وأخذ يدعو إلي إنكار السنة كلها وأسس جماعة أطلق عليها "أهل الذكر والقرآن" ونشط بشكل مكثف لنبذ السنة النبوية والزعم بأن القرآن كافي في قضايا الدين وأحكام الشريعة وألف في ذلك العديد من الكتب.. ونظراً لخطورة هذا الرجل وقف علماء المسلمين له بالمرصاد وصاروا يفندون آراءه وينشرون المقالات ضده التي تؤكد كفره وفسوقه عن الإسلام.. ورغم ذلك ظل علي ضلالته من الكفر بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم والدعوة إلي نبذها وعدم العمل بها حتي توفي عام 1914 بعد عمر طويل قضاه ضد الإسلام. سيد عبد الفتاح هذا الأسبوع فقدت الصحافة المصرية أحد أبنائها المخلصين.. نعم فقدنا زميلاً عزيزاً.. فقدنا إنساناً محترماً.. فقدنا أخا خلوقا محبوبا.. فقدنا صديقا مخلصا.. فقدنا صحفيا ماهرا.. فقدنا كاتبا بارعا.. فقدنا الزميل والصديق الأستاذ السيد عبد الفتاح الكاتب الصحفي بالجمهورية. سيد عبد الفتاح: لن ننساك مادام في العمر بقية.. لك ألف رحمة ولأسرتك الكريمة ولنا جميعاً الصبر والسلوان.