gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

السبت، مايو ١٦، ٢٠٠٩

احمد عمر هاشم ...عالم يستحق الاحترام

منذ تسع سنوات بالتمام والكمال وبالتحديد في شهر مايو عام 2000 نشرت هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة رواية "وليمة لأعشاب البحر" للروائي السوري حيدر حيدر. تضمنت الكثير والكثير من التطاولات علي الذات الإلهية والاعتداءات السافرة علي الأديان والمقدسات والرسل والأنبياء.. رواية تهين القرآن الكريم وتشوه الخالق عز وجل.. تصف الله سبحانه وتعالي بالفنان الفاشل.. تصف الرسول "صلي الله عليه وسلم" بالمزواج. الشارع المصري تلقي نبأ نشر تلك الرواية الساقطة باستياء شديد.. مظاهرات صاخبة شهدتها جامعة الأزهر استمرت عدة أيام طالبوا خلالها بسحب الرواية من السوق ومنع تداولها وإحالة المسئولين عن طبعها ونشرها وتوزيعها للمحاكمة. وكعادة التيار العلماني انتهز الفرصة للهجوم علي كل ما هو إسلامي واعتبروا أن نشر الرواية لا يمكن أن يعد مساساً بالدين ولا تجوز محاكمتها من منظور غير أدبي. بل ووصفوها بالإبداع الأدبي والعلمي. رغم أنها رواية ساقطة تافهة سخيفة معدومة القيمة تحوي عبارات فاحشة هابطة لا علاقة لها بالأدب أو الإبداع. أعتقد أن الجميع يذكر الموقف المحترم الذي اتخذه الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر ورئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب.. في ذلك الوقت.. عندما سارع إلي مجلس الشعب وألقي بياناً تاريخياً تحت القبة استنكر فيه ما تضمنته الرواية وطالب بسحب جميع النسخ من الأسواق. وحظر نشرها أو تداولها لما تحويه من إساءة للمقدسات الإسلامية والتطاول الغريب علي القيم العليا والمبادئ التي يعتز بها كل مسلم. وأكد أن الفجور ليس من الفن والإبداع. واعتبر أن وزارة الثقافة وقعت في خطأ كبير لعدم عرض الرواية علي الأزهر الشريف قبل نشرها. أشهد أنني حضرت اللقاء الذي عقده الدكتور أحمد عمر هاشم مع طلابه بجامعة الأزهر بمدينة نصر بهدف تهدئة الموقف وإقناعهن بفض الاعتصام بعد سحب الرواية من الأسواق وإحالة المسئولين عن نشرها إلي نيابة أمن الدولة العليا. في الأسبوع الماضي اتخذ الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب موقفاً محترماً جديداً عندما طالب بضرورة سرعة إصدار قانون عاجل يجرم ويعاقب كل من يعتنق الفكر البهائي المنحرف أو يروج له لمخالفته لأحكام الشريعة الإسلامية ولخطورته علي الأمن والاستقرار الاجتماعي.. الدكتور هاشم وصف البهائية بأنها فئة ضالة تدعي النبوة وتسعي إلي هدم الإسلام بالتأويل. وتتحيز لأعداء الإسلام خاصة اليهود.. وحذر من أن تلك الفئة تشيع الرذيلة وتسعي لاستقطاب الشباب المسلم. واعتبر الدكتور هاشم أن الطائفة البهائية في مصر تشكل خطراً علي الأمن الداخلي والأمن القومي وأكد أن خطرهم أكبر من الإرهابيين والمتطرفين لأنهم صنيعة الصهيونية. وطالب بموقف أمني قومي لتصفية جيوب هذه الفئة. ويمكن القول إن الاجتماع المشترك الذي عقده في الأسبوع الماضي بين لجنتي الدفاع والأمن القومي والشئون الدينية لمجلس الشعب لمناقشة قضية الطائفة البهائية كان مهماً وجاء في توقيت مناسب وأخرس ألسنة البهائيين ومن كانوا يدافعون عنهم بالباطل تحت زعم حرية التعبير وحرية العقيدة. أسعدنا جميعاً اتفاق الأغلبية والمعارضة في الاجتماع علي ضرورة سرعة إصدار تشريع عاجل يجرم من يعتنق الفكر البهائي أو يروج له.. أسعدنا كثيراً الحماس الشديد من النواب في الدفاع عن دينهم الإسلامي الحنيف.. الدكتور الغمري الشوادفي أكد أن البهائية من الفئات الموالية لليهود وهم أشد الناس كراهية للمسلمين والإسلام.. صفوت عبدالكريم نائب قرية الشورانية طالب بضرورة الكشف عن مصادر التمويل لهذه الفئة الضالة وأكد أنهم يستغلون الشباب العاطل ويغدقون عليهم الأموال للتحول للبهائية. وحذر من خطر هذه الفئة علي إشاعة الرذيلة واختلاط الأنساب.. النائب السيد عسكر أكد أن البهائية فئة ضالة تحرف الإسلام والقرآن الكريم.. شوقي عبداللطيف وكيل وزارة الأوقاف أكد أن هذه الفئة تنتمي للصهيونية العالمية. وما يؤكد ذلك أنهم أسقطوا فريضة الجهاد علي نفس معتقدات الصهيونية. نواب الشعب أجمعوا علي أن الطائفة البهائية تنكر الفرائض التي جاء بها الإسلام. ويحق عليهم إقامة الحد. ومعاقبتهم علي أفكارهم الهدامة داخل المجتمع.. نواب الشعب طالبوا علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف بسرعة التحرك نحو هذه الجماعة الضالة ومحاولة إقناعهم لتغيير أفكارهم الهدامة.. "يا رب". من الآراء الطيبة التي اقترحها بعض النواب وأعجبتني بصورة شخصية هي: ضرورة توقف وسائل الإعلام بصفة عامة والقنوات الفضائية بصفة خاصة عن بث اللقاءات والحوارات مع البهائيين لأنهم يسعون من وراء ذلك إلي الترويج لفكرهم المنحرف. في الوقت الذي كان يطالب فيه نواب الشعب بضرورة إصدار تشريع جديد لمعاقبة من يعتنق الفكر البهائي. كانت هناك جماعة غير شرعية تطلق علي نفسها "مصريون ضد التمييز" غالبية أعضائها من البهائيين وأقباط المهجر. تطالب في ندوة عقدت بحزب التجمع بإلغاء تدريس مادة الدين بالمدارس. وإلغاء النصوص القرآنية من مادة اللغة العربية وإلغاء التعليم الأزهري!!.. ضحكت كثيراً وقلت في نفسي: يبدو أن أعضاء هذه الجماعة سوف يطالبون في ندوتهم المقبلة بإلغاء الدين الإسلامي!! الغريب والطريف معاً أن أحد الحضور وهو صحفي يساري هاجم نقابة الصحفيين ووصفها بالعنصرية لأنها رفضت استضافة تلك الندوة.. الأغرب والأطرف أن هذا الصحفي اعتذر للحضور عن موقف نقابة الصحفيين.. سألت نفسي: بأي صفة يتحدث هذا الصحفي باسم أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ويعتذر باسمهم رغم أنهم رفضوا تمثيله لهم في الانتخابات الأخيرة وسقط سقوطاً مدوياً؟.. لماذا يتشدق هذا الصحفي بالمبادئ والقيم رغم أنه يتقاضي راتبه من مؤسسته القومية منذ 20 عاماً بدون وجه حق. لأن سيادته متفرغ للعمل بصحيفة اقتصادية يومية خاصة؟!.. علي فكرة هذا الصحفي دائماً يطبق المثل القائل: "من جاور السعيد يسعد". .... الجمهورية 5 مايو 2009