gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الاثنين، أكتوبر ٠٨، ٢٠٠٧

القرأن برىء من القرآنيين 2

الأسبوع الماضي تحدثت في هذا المكان عن جماعة "القرآنيين" وذكرت أن أفراد تلك الجماعة من المنافقين الذين يظهرون غير ما يبطنون.. يتدثرون بعباءة الإسلام ويصطنعون الحرص عليه والدعوة إليه والعمل علي وحدة الأمة. وبينما هم يعلنون ذلك يسعون إلي تحقيق أغراضهم الخبيثة في القضاء علي الإسلام عن طريق التشكيك في مصادره الموحي بها من عند الله عز وجل وخاصة السُنَّة النبوية المطهرة. وذلك بإثارة الشبهات ضد سُنَّة رسول الله "صلي الله عليه وسلم" والزعم بأنها ليست من الدين ولا صلة لها بالتشريع الإسلامي ويزعمون أن القرآن هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية. وذكرت كذلك أن أفراد جماعة القرآنيين وأمثالهم من المحسوبين علي الإسلام يجدون من يحتضنهم في الغرب ويمنحهم حق اللجوء السياسي بزعم أن إسلامهم هو الإسلام المعتدل الذي يريده الغرب.. وتأكيداً لما ذكرته فقد نقلت وسائل الإعلام في اليومين الماضيين عن مؤسس جماعة "القرآنيين" أحمد صبحي منصور أنه طلب من الإدارة الأمريكية التي تحتضنه علي أراضيها منذ سنوات سرعة التدخل بالضغط علي السلطات المصرية للإفراج عن المعتقلين من أتباعه الذين زعم تعرضهم للتعذيب.. علاوة علي أنه ناشد السلطات الأمريكية السماح لأتباعه في مصر بالهجرة إلي الولايات المتحدة الأمريكية ومنحهم حق اللجوء السياسي أسوة بما حدث معه بعد أحداث 11 سبتمبر للعمل علي تأسيس ما أطلق عليه "نموذج الإسلام المعتدل"!!. .. ووفقاً لآراء العديد من المؤرخين ظهرت طائفة القرآنيين في نهاية القرن التاسع عشر في الهند. ثم بدأت في الانتشار بترويج فكرة الاعتماد علي القرآن فقط. مستغلين أن أهل السنة يعتمدون علي جمع الأحاديث من أهل البيت والصحابة في حين أن الشيعة يرفضون الأحاديث الواردة عن الصحابة. ومن هنا بدأ القرآنيون يرددون مقولة حق يريدون بها باطلاً وهي أن الحل لهذا الخلاف الأخذ بالقرآن فقط في عملية التشريع. ومع أن الظاهر أن ما يوحد القرآنيين هو إنكار السنة النبوية والأحاديث التي يرويها صحابة رسول الله "صلي الله عليه وسلم"مثل أبي هريرة. فالواقع أن هؤلاء القرآنيين ليسوا متفقين. وهناك خلافات وانقسامات بينهم في العالم.. فطائفة القرآنيين الموجودة في مصر ويتزعمها أحمد صبحي منصور المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية أنشأت موقعاً علي شبكة الإنترنت تحت مسمي "أهل القرآن" بهدف الترويج لفكرهم والتعبير عن معتقداتهم ويرفضون الاستدلال بأية أحاديث نبوية أو قدسية.. ويعتبرون هذا الموقع هو اللبنة الأولي لتجمع القرآنيين علي مستوي العالم وتوثيق الروابط بينهم والتعاون معاً في الأمور الدينية والدنيوية.. وفي المقابل فإن هناك موقعاً آخر علي شبكة الإنترنت يسمي موقع "القرآنيين" يقوم عليه شخص جزائري يدعي نور الحاج حمد يقول: إن القرآنيين كما عرفتهم فئة ضالة إلا من رحم ربك لأنهم غير صادقين فيما يزعمون علي أنهم يتبعون التنزيل وحده مصدراً للتشريع فقد وجدت منهم اعتراضاً كبيراً علي التنزيل حين عرضت عليهم التشريع الذي أنزله الله!!.. وجماعة "القرآنيين" يا سادة: ترفض السيرة النبوية والحديث والتفسير وحجاب المرأة ولا تحرم أكل لحم الخنزير أو شرب الخمر ولا تعاقب الشواذ من الرجال أو المثلين من النساء وتطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث. ويؤكد صبحي منصور في موقعه علي شبكة الإنترنت أن القرآنيين ليسوا جماعة أو فئة أو طائفة يمكن أن تسجلهم أو أن تجمعهم في مؤتمر أو أن تضمهم في تنظيم ولكنهم فقط منهج عقلي في فهم الإسلام ويريدون الإصلاح السلمي للمسلمين من داخل الإسلام بعد أن ثبت فشل القائمين علي المؤسسات الدينية الرسمية في القيام بالإصلاح. بل ثبت أنهم سبب التخلف واتهام الإسلام بالتطرف. أعجبتني دراسة اطلعت عليها مؤخراً أعدها العالم الجليل الدكتور محمود مزروعة أكد فيها أن طائفة "القرآنيين" نشأت علي أيدي الانجليز الذين كانوا يستعمرون الهند وهي حركة من الحركات الكثيرة التي قام بها الانجليز في هذه المنطقة لهدم الإسلام وتفريق المسلمين مثل "القاديانية" وغيرها. والدكتور مزروعة أكد كذلك أن رءوس هذه الحركة كانوا علي اتصال دائم وقوي بالانجليز وكان الانجليز يمدونهم بالعون المادي والمعنوي. بل كان بعض هؤلاء علي اتصال بحركة المنصرين بالهند. وأكد الدكتور مزروعة أن هذه الحركة بجميع طوائفها خارجة عن الإسلام وفاسقة وإن زعمت لنفسها الإسلام وانتسبت إلي القرآن فإن انتسابها إلي القرآن باطل لأنها كفرت بالقرآن في نفس اللحظة التي كفرت فيها بالسنة لأنه لا تفرقة بين القرآن والسنة فهما يخرجان من مشكاة واحدة هي مشكاة الوحي الإلهي المعصوم.. وأن هدف هؤلاء والغاية التي يسعون إلي تحقيقها هو القضاء علي الإسلام وتفريق الأمة المسلمة. وأن انتسابهم إلي القرآن إنما هو ستار يتخفون وراءه ليزاولوا تحت شعاره أنشطتهم الهدامة وحركاتهم التخريبية.. آخر كلام: * الأسبوع الماضي ناشدت الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر التدخل لحل مشكلة تحويلات الطلاب الجدد بجامعة الأزهر.. ولأنه رجل شهم وصعيدي أصدر قراراً بفتح باب التحويلات للطلاب المتخلفين منذ أمس الأول "الأحد" وحتي بعد غد "الخميس" بس يا ريت ما يطلبوش فتح باب التحويلات ثاني يوم السبت القادم!!.. عموماً شكراً للرجل الطيب الدكتور أحمد الطيب. * الحمد لله تحسنت الحالة الصحية لأستاذنا ونقيبنا جلال عارف بعد وعكة صحية تعرض لها بمقر النقابة.. أثق تماماً أن هذا الرجل "الخلوق" يسابق الزمن للعودة مرة أخري للمطالبة بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر لأنه تاريخ في نقابة الصحفيين. * سقط سهواً في نعي "رغيف العيش" الذي نشرته الأسبوع الماضي أنه ابن عم "الرقاق" وقريب ونسيب "السميط" والكحك" والبسكويت.. عموماً العزاء يومياً للرجال والسيدات أمام المخابز.. نسألكم الفاتحة..