gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الأحد، ديسمبر ١٤، ٢٠٠٨

منظمات المجتمع المدنى

حملة شعواء شنتها العديد من منظمات المجتمع المدني في الأيام الماضية بسبب القبض علي مجموعة من أعوان الدكتور أحمد صبحي منصور زعيم جماعة القرآنيين المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.. المنظمات أصدرت العديد من التقارير والبيانات تستنكر فيها القبض علي المتهمين وتطالب بسرعة الإفراج عنهم. سألت نفسي: هل تعلم تلك المنظمات أن جماعة القرآنيين التي يرأسها "الهارب" صبحي منصور ينكرون سنة رسول الله "صلي الله عليه وسلم"؟ ولماذا تصر منظمات المجتمع المدني علي الدفاع عن المتهمين بالتطاول علي الذات الإلهية والاعتداء علي الأنبياء والرسل وامتهان القرآن الكريم؟ وأقول لمنظمات المجتمع المدني إن جماعة القرآنيين من أعداء الإسلام الذين تستغلهم الدول الغربية للهجوم علي الإسلام.. وهذه الجماعة أفرادها من المنافقين الذين يظهرون غير ما يبطنون.. يتدثرون بعباءة الإسلام ويصطنعون الحرص عليه والدعوة إليه والعمل علي وحدة الأمة وفي نفس الوقت يسعون إلي تحقيق أغراضهم الخبيثة وهي القضاء علي الإسلام عن طريق التشكيك في مصادره الموصي بها من عند الله عز وجل وبخاصة السنة النبوية المطهرة وذلك بإثارة الشبهات ضد سنة رسول الله "صلي الله عليه وسلم" والزعم بأنها ليست من الدين ولا صلة لها بالتشريع الإسلامي ويزعمون أن القرآن هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية!! ويمكن القول إن العديد من الدول الأوروبية والغربية استغلت بعض المحسوبين علي الإسلام وقامت باستضافتهم وتزويدهم بالدعم المادي بهدف بث سمومهم علي الناس والتطاول علي الذات الإلهية والاعتداء علي الأنبياء والرسل.. فالدكتور صبحي منصور تستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية بعد هروبه من مصر ومنها يشن هجوما علي الإسلام عبر موقعه علي شبكة الإنترنت ويكلف أعوانه في مصر بتجنيد عناصر جديدة تنكر سنة رسول الله "صلي الله عليه وسلم". يا سادة: إن مرجع الشريعة الإسلامية أصلان شريفان هما كتاب الله الكريم وسنة رسوله "صلي الله عليه وسلم".. والقرآن أصل الدين ومنبع الصراط المستقيم وهو معجزة النبي العظمي.. والسنة هي الأصل الثاني لهذا الدين وهي غاية في الأهمية لأنها بيان للقرآن وشرح لأحكامه وبسط لأصوله وتمام لتشريعاته وهي تشريع وهداية كالقرآن الكريم. ويمكن القول إن عامة القرآنيين من الجماعات التي ابتلي الإسلام بها.. هم أعداء الإسلام.. يضمرون له الكيد.. يحبكون ضده المؤامرات.. يقولون إن القرآن الكريم فيه كلام مكرر أو كلام غير معقول المعني ويزعمون أن آياته متناقضة.. وعندما فشلوا مع القرآن لجأوا إلي الطعن في سنة الرسول "صلي الله عليه وسلم" مرة عن طريق التشكيك في ثبوتها أصلا ومرة أخري بالطعن في الصحابة مثل أبي هريرة رضي الله عنه ومنهم من يحاول اختلاق أحاديث كاذبة تظهر السنة بأنها سطحية وساذجة ومخالفة للواقع المحسوس وللعلم الحديث. ويمكن القول إنه ليس غريبا علي منظمات المجتمع المدني الدفاع عن المتهمين في قضايا ازدراء الأديان والتطاول علي الذات الإلهية والاعتداء علي الأنبياء والرسل فقد سبق لتلك المنظمات الدفاع من قبل عن الدكتور نصر أبو زيد الذي فرقت المحكمة بينه وبين زوجته بسبب مؤلفاته التي وصفها الأزهر الشريف بأنها لا تقل خطورة عن آيات سلمان رشدي الشيطانية.. كما دافعت هذه المنظمات عن الدكتورة نوال السعداوي وعلاء حامد وصلاح محسن بل وعن عبدة الشيطان!! ومن القضايا المهمة التي تدافع عنها منظمات المجتمع المدني منذ فترة طويلة وحتي الآن هي قضية البهائية تلك الطائفة التي تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار. في الآونة الأخيرة قرأت كتابا يحمل عنوان "الصحافة المصرية وصناعة التعصب" صادر عن مركز أندلسي لدراسات التسامح ومناهضة العنف.. هذا الكتاب يؤكد ما سلفت الإشارة إليه أن منظمات المجتمع المدني تدافع عن الطائفة البهائية وتهاجم من ينتقدها. الكتاب تناول في فصل كامل الحملة الصحفية التي نشرها كاتب هذه السطور بجريدة الجمهورية في شهر مايو 2006 عقب الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بتدوين عبارة بهائي في خانة الديانة. وجاء في الكتاب كذلك انني نشرت تقريرا بتاريخ 12 مايو 2006 تحت عنوان "المحكمة تتسلم فتوي مجمع البحوث الإسلامية عن البهائيين" والتقرير يتضمن كما جاء في الكتاب الإشارة إلي نشأة البهائية ومكان ظهورها وأن العناوين الفرعية حملت إشارات ضمنية تحض علي كراهية هذه الديانة مثل "مؤسس الحركة تربطه علاقات وطيدة بالاستعمار الروسي واليهود استقبلوه في فلسطين واسكنوه في قصر البهجة". وتضمن كتاب "الصحافة المصرية وصناعة التعصب" فقرة مطولة عن التقرير الذي كتبته في 15 مايو 2006 تحت عنوان "الجمهورية تنشر أجزاء من كتاب البهائيين "الأقدس"".. وجاء في الكتاب انني ذكرت أن كتاب "الأقدس" به خرافات وخزعبلات ضد الإسلام وأن البهائية فكر منحرف وشاذ خليط من فلسفات وأديان متعددة ليس فيها جديد تحتاج إليه الأمة الإسلامية لإصلاح شأنها وجمع شملها وانها تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار.. واعتبر الكتاب أن ما كتبته وصل إلي حد الازدراء والحض علي الكراهية!! وفي النهاية تبقي عدة أسئلة مهمة: إلي متي تظل منظمات المجتمع المدني تدافع عن الطوائف والفرق الخارجة عن الإسلام؟ وإلي متي تظل تدافع عمن يتطاولون علي الذات الإلهية ويعتدون علي الأنبياء والرسل؟ هل تعلم تلك المنظمات أن القانون المصري يعاقب المتهمين بازدراء الأديان بالحبس 5 سنوات مع الشغل والنفاذ؟.. أعتقد أن المطالبة بالإفراج عن جماعة القرآنيين وغيرهم من المتهمين بازدراء الأديان أمر غريب من منظمات المجتمع المدني لأن هذا يعني عدم احترامهم القانون.. ولا إيه يا سادة.