gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الأحد، ديسمبر ١٤، ٢٠٠٨

تكريم الولد الشقى

احتفال نقابة الصحفيين بيوم الصحفي من المناسبات الجميلة التي ينتظرها أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين سنوياً.. ففي هذا اليوم يتم تكريم الفائز بجائزة النقابة التقديرية وتسليم درع الريادة إلي أقدم ثلاثة أعضاء بالنقابة. وتكريم الزملاء المحررين المراجعين وتوزيع الجوائز علي الزملاء الفائزين في مسابقتي التفوق الصحفي والجوائز الخاصة علاوة علي الزملاء الحاصلين علي درجتي الماجستير والدكتوراة. وأخيراً أداء القسم للزملاء الجدد. واحتفال نقابة الصحفيين بيوم الصحفي هذا العام والذي أقيم مساء السبت الماضي جاء جميلاً ورائعاً خاصة أن الحائز علي جائزة النقابة التقديرية هذا العام هو رائد الصحافة النقدية والساخرة في الوطن العربي الكاتب الكبير محمود السعدني.. كما أن أقدم ثلاثة أعضاء بالنقابة والذين حصلوا علي درع الريادة هم: أساتذة عظام لهم باع طويل في عالم الصحافة. وهم الأساتذة: محسن محمد وعبدالرحمن فهمي والمصور الكبير عبدالعظيم عبدالفتاح. أعتقد أن أستاذنا الكبير محمود السعدني استحق التصفيق الحار والإعجاب الشديد من جميع زملائي الصحفيين الذين شهدوا الاحتفال أثناء مراسم تسليم الجائزة التقديرية من نقيبنا الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ مكرم محمد أحمد إلي الفنان الكبير صلاح السعدني الذي تسلم الجائزة نيابة عن شقيقه محمود السعدني نظراً لظروفه الصحية. نقيب الصحفيين أكد في كلمته أن الكاتب الكبير محمود السعدني حصل علي الجائزة التقديرية بإجماع الآراء وتم اختياره لرؤيته المنحازة دائماً للمواطن المصري وحرصه وغيرته الدائمة علي صالح مصر والتعبير عن نبض المواطنين وجرأته المشهودة في النقد والإبداع وشجاعته المعهودة في إبداء رأيه وتصديه للمحن المتلاحقة التي تعرض لها علي مدار تاريخه الصحفي. محمود السعدني: وُلد بالجيزة وارتبط بها ارتباطاً وثيقاً لدرجة أنك لن تجد كتاباً له لم يذكر فيه الجيزة.. عمل السعدني بعد الثورة بجريدة "الجمهورية" وكان يرأس مجلس إدارتها في ذلك الوقت أنور السادات ويرأس تحريرها كامل الشناوي وآخرون. وقدم السعدني خلال عمله ب"الجمهورية" العديد من التحقيقات والموضوعات المميزة. وعقب انتقال السادات لرئاسة البرلمان المصري صدر قرار بالاستغناء عن السعدني ومعه بيرم التونسي وعبدالرحمن الخميسي وعشرات من الصحفيين الأكفاء. محمود السعدني عقب قرار فصله من "الجمهورية" استدعاه إحسان عبدالقدوس للعمل معه في مجلة "روز اليوسف" الأسبوعية كمدير تحرير.. ويصف السعدني هذه الفترة بأنها كانت الأفضل في حياته. حيث أنجز خلالها العديد من الكتب والمقالات الساخرة.. اعتقل في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرابة عامين. عاد بعدها إلي عمله ب"روز اليوسف" وتولي رئاسة تحرير مجلة "صباح الخير". ورفع توزيعها إلي معدلات غير مسبوقة. محمود السعدني.. اتهم في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بالاشتراك في محاولة انقلابية واعتقل مع شعراوي جمعة وسامي شرف ومحمود فوزي وغيرهم.. وتمت محاكمتهم أمام محكمة الثورة. وتمت إدانتهم.. وحاول الرئيس الليبي معمر القذافي التوسط لدي السادات للإفراج عن السعدني إلا أن السادات رفض الوساطة وقال: إن السعدني قد أطلق عليه النكات.. وعلي أهل بيته يقصد جيهان السادات بعد قرابة عامين أفرج عن السعدني. ولكن صدر قرار جمهوري بفصله من مجلة "صباح الخير" ومنعه من الكتابة. بل ومنع ظهور اسمه في أي جريدة مصرية. محمود السعدني.. غادر مصر عقب قرار فصله من "صباح الخير" وتوجه إلي بيروت ثم ليبيا وأبوظبي والكويت والعراق ولندن التي أصدر فيها مجلة "23 يوليو" وكانت أول مجلة عربية تصدر هناك.. عاد السعدني من منفاه الاختياري عقب اغتيال السادات وبالتحديد عام 1982. واستقبله الرئيس مبارك.. أثري السعدني الصحافة بغير حدود من خلال مقالاته الساخرة علي امتداد فترة تزيد علي 60 عاماً. كما شارك في الحياة السياسية بفاعلية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. محمود السعدني.. له العشرات من الكتب والمؤلفات الشهيرة في مصر والوطن العربي منها سلسلة "الولد الشقي" وكتبها في سلسلة من الكتب من نهاية الستينيات وحتي منتصف التسعينيات وحملت عناوين: * الولد الشقي: قصة طفولته وصباه في الجيزة. * الولد الشقي: قصة بدايته مع الصحافة. * الولد الشقي في السجن. * الولد الشقي في المنفي. محمود السعدني.. له مؤلفات شهيرة أخري منها: "مسافر علي الرصيف" و"ألاعيب الولد الشقي" و"السعلوكي في بلاد الأفريكي" و"الموكوس في بلد الفلوس" و"وداعاً للطواجن" و"رحلات ابن عطوطة" و"مصر من تاني" و"قهوة كتكوت" و"تمام يا فندم". أثناء تقديمي بعض فقرات الاحتفال بيوم الصحفي مساء السبت الماضي قلت: إنني من المحظوظين لأن أقدم ثلاثة أعضاء بالنقابة والذين تسلموا درع الريادة وهم من مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر والتي أتشرف بالانتماء إليها.. نعم الأعضاء الثلاثة الذين تسلموا درع الريادة هم الأساتذة: الكاتب الصحفي الكبير محسن محمد رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير الأسبق والكاتب الصحفي الكبير عبدالرحمن فهمي والمصور الكبير عبدالعظيم عبدالفتاح.. وهم من أبناء دار التحرير. ..وفي الاحتفال بيوم الصحفي تم تكريم كل من الزميلين حسن سعودي محمد مساعد رئيس تحرير مجلة "أكتوبر" رئيس قسم التصحيح بها. وخالد السيد العناني رئيس قسم المراجعة والتصحيح بجريدة "الوفد". تهنئة خالصة إلي جميع زملائي الفائزين في مسابقتي التفوق الصحفي والجوائز الخاصة. وفي النهاية أوجه تهنئة قلبية إلي أستاذنا القدير الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ محمود السعدني لفوزه بالجائزة التقديرية لهذا العام مع تمنياتي له بالشفاء العاجل إن شاء الله.