gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الثلاثاء، ديسمبر ١٦، ٢٠٠٨

كارثة المنيا وفضيحة بوش

.. ولا يزال المسلسل مستمراً.. ولا تزال الكوارث تتوالي.. يكاد لا يمر يوم واحد إلا ونفاجأ بكارثة مروعة تحصد أرواح العشرات من المواطنين الأبرياء البسطاء.. يبدو أن الشعب المصري مكتوب عليه أن يتعرض لتلك الكوارث الإنسانية البشعة.. يبدو أن الشعب المصري مكتوب عليه الموت براً وبحراً.. يبدو أن عام 2008 أبي أن يفارقنا قبل وقوع كارثة جديدة تضاف إلي الكوارث العديدة التي شهدتها البلاد منذ بداية هذا العام. المقدمة السابقة كان لابد منها قبل حديثي عن كارثة أتوبيس المنيا التي وقعت أمس الأول وحصدت أراح حوالي 60 شخصاً بسيطاً بريئاً بخلاف المصابين.. تلك الكارثة ما هي إلا حلقة جديدة من مسلسل حوادث الطرق.. فرغم تكرار الحوادث التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء يومياً إلا أن المشكلة قائمة.. ورغم الندوات والمؤتمرات والتصريحات الحكومية إلا أن الظاهرة مستمرة.. ورغم تطبيق تعديلات قانون المرور الجديد إلا أن الحوادث تتزايد!! أعلم جيداً أن هذه ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة التي أتحدث فيها عن حوادث الطرق.. تلك الكارثة التي تؤدي إلي خسائر بشرية واقتصادية فادحة بل أصبحت ظاهرة تعد الأكثر رعبا لأنها تحتل المرتبة الثانية بعد الأمراض في أسباب الوفاة.. تلك المصيبة التي فشلت الحكومة في مواجهتها أو الوصول إلي أية حلول لها. وكارثة أتوبيس المنيا يا سادة يا كرام ليست جديدة أو غريبة فقد سبقتها العشرات من الحوادث المروعة في الأشهر الأخيرة. بل وبعد تطبيق تعديلات قانون المرور الجديد منها علي سبيل المثال لا الحصر مصرع 17 شخصاً وإصابة 34 في حادث انقلاب أتوبيس رحلات بالطريق الصحراوي الغربي أول أيام عيد الأضحي المبارك.. ومصرع 8 أشخاص وإصابة 12 في انقلاب ميكروباص بمدينة أسوان في الأسبوع الماضي.. ومصرع 24 شخصاً وإصابة 35 في انقلاب أتوبيس بالطريق الصحراوي الغربي في شهر سبتمبر الماضي.. وفي نفس الشهر لقي 12 شخصاً مصرعهم بينهم 6 سياح أجانب بمحافظة جنوب سيناء.. ومصرع 6 سياح بلجيكيين في انقلاب حافلتهم بشمال سيناء في أكتوبر الماضي.. إلخ... بالطبع ألقي القبض علي سائق السيارة النقل عقب سقوط الأتوبيس بترعة الإبراهيمية بالمنيا وتم حبسه بتهمة التسبب في الكارثة. ولكن هناك عدة أسئلة تحتاج إلي إجابة منها: هل سائق النقل هو المتهم الوحيد؟.. مَن المسئول عن عدم ازدواج طريق الصعيد الزراعي الذي يخدم 7 محافظات؟.. وأين الرقابة المرورية علي هذا الطريق؟.. ومن الذي سمح لسائق النقل أن يسير علي هذا الطريق؟.. ومن الذي سمح لسائق الأتوبيس أن يصطحب معه أكثر من 70 شخصاً رغم أن حمولة الأتوبيس لا تزيد علي 50 شخصاً؟!!.. ويمكن القول إن الطرق السريعة تحولت إلي مصيدة للقتلي بالعشرات من الأبرياء يومياً وأصبح من المألوف أن يشاهد المارة سيارات الإسعاف وهي تجوب الطرق ليل نهار إما لنقل قتلي أو جرحي أو الإسراع لإنقاذ ما يمن إنقاذه.. أصبح من المألوف أن نشاهد السيارات المهشمة علي الطرق وقد اصطبغ الأسفلت باللون الأحمر وتناثرت جثث وأشلاء الأبرياء. أعتقد أن عدم تفعيل قانون المرور وكذا عدم تغليظ عقوبة القتل الخطأ علي السائقين المتهورين الذين يتسببون في إزهاق أرواح الأبرياء وسوء حالة الطرق وانتشار المطبات الصناعية والعشوائية من أهم الأسباب التي تؤدي إلي زيادة حوادث الطرق. يا سادة: الأرقام والإحصائيات خطيرة ومذهلة ومخيفة.. حوادث الطرق حصدت أرواح حوالي 7 آلاف شخص في العام الماضي 2007 علاوة علي 30 ألف مصاب من خلال 22 ألف حادث وفقاً لتقرير مركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء.. هذا التقرير الخطير الذي أكد أن مصر تحتل المرتبة الأولي علي مستوي العالم في عدد الوفيات نتيجة لحوادث الطرق!! ونظراً لانتشار حوادث الطرق واحتلال مصر المرتبة الأولي عالمياً في عدد الوفيات بسبب تلك الحوادث فقد حذرت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وسويسرا رعاياها من خطورة الطرق المصرية وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب الحوادث في الشارع المصري المحفوف بالمخاطر. وكعادتنا لا نتحرك إلا عقب وقوع الكارثة.. كعادتنا لا نكتشف التقصير والإهمال إلا عقب وقوع المصيبة.. الخطورة أن تحركنا لا يستمر طويلاً وسرعان ما تعود الأمور إلي ما كانت عليه.. يبدو أن الكوارث الإنسانية البشعة مكتوبة علي الفقراء والبسطاء.. فهناك من يقتلون براً في حوادث الطرق وتتناثر جثثهم علي الطرق المختلفة وهناك من يقتلون في حوادث القطارات وتتفحم جثثهم فوق قضبان السكك الحديدية.. وهناك من يقتلون تحت الأنقاض بعد أن تنهار عماراتهم فوق رءوسهم.. وهناك من يقتلون في أعماق البحر فوق قوارب الصيد المتهالكة وتلتهم جثثهم الأسماك أثناء محاولتهم السفر إلي بعض البلدان الأوروبية للبحث عن فرصة عمل.. وهناك من يقتلون في نهر النيل فوق معديات غير صالحة حتي للاستخدام الحيواني. نهاية ظالم .. اعتداء الصحفي العراقي منتظر الزايدي بالحذاء علي الرئيس الأمريكي بوش أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده بصحبة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رسالة مهمة إلي العالم أجمع تؤكد رفض الشعب العراقي للتواجد الأمريكي بالعراق.. رسالة تشير إلي أن بوش احتل العراق وشرد شعبه واستولي علي مدخراته ظلماً وعدواناً تحت زعم امتلاك الرئيس صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل تارة. ووجود علاقة له بتنظيم القاعدة تارة أخري. الاعتداء علي بوش قبل أيام من مغادرته البيت الأبيض أسعد ملايين العرب والمسلمين.. فهذا الظالم قتل أكثر من مليون شهيد عراقي.. وأشعل نار الفتنة بين السنة والشيعة والأكراد.. وارتكبت قواته جرائم وحشية في سجن أبوغريب. سألتني زميلة عن شعوري فيما حدث من اعتداء علي بوش.. قلت لها: تمنيت أن أكون مكان هذا الزميل الصحفي العراقي المحترم.