gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الاثنين، يوليو ١٦، ٢٠٠٧

راس بن لادن

قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الأخير برفع المكافأة المعروضة لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلي اعتقال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إلي 50 مليون دولار. يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإدارة الأمريكية فشلت تماماً فيما أطلقت عليه "القضاء علي الإرهاب". واعتراف صريح منها بتهديد تنظيم القاعدة لمصالحها داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية. وأعتقد أن مسألة اعتقال بن لادن من عدمه لم ولن تجعل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية تعيش في أمان. لأن القاعدة ليست بن لادن أو حليفه القوي أيمن الظواهري. ولكنها تنظيم كبير ينتشر أفراده في العشرات من الدول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها. والواضح أن القاعدة تحولت من مجرد تنظيم إلي فكر اعتنقه مئات الآلاف من الشباب. ربما لم يكن أحدهم قد التقي بن لادن أو الظواهري من قبل. وارتكب بعضهم عمليات عدائية ضد المصالح الأمريكية أو الأوروبية في الكثير من بلدان العالم ونسبوها للقاعدة.. نسبوها إلي بن لادن والظواهري.. ويمكن أن يكونوا قد فعلوا ذلك ليس حباً لبن لادن والظواهري. بقدر ما هو كراهية للسياسة الأمريكية التي صنعت حواجز حديدية قائمة علي الانحياز الكامل لإسرائيل. وشجعتها علي قتل الآلاف من الأبرياء من الفلسطينيين وهدم منازلهم وتجريف أراضيهم.. فعلوا ذلك كراهية للسياسة الأمريكية العرجاء في الشرق الأوسط والكيل بمكيالين في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وغطرسة القوة التي تتبعها ضد الشعوب العربية والإسلامية. وموقفها الرافض لوصف الصهيونية بالعنصرية.. فعلوا ذلك كراهية للسياسة الأمريكية التي احتلت العراق وشردت شعبه. واستولت علي مدخراته. تحت زعم امتلاك رئيسها صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل تارة.. ووجود علاقة له بتنظيم القاعدة تارة أخري. ثم تبين كذبها وافتراؤها باعتراف مجلسها النيابي "الكونجرس".. فعلوا ذلك كراهية للسياسة الأمريكية التي ساعدت إسرائيل علي ارتكاب مجازر بشعة ضد الشعب اللبناني وقصف القري والمدن بالنابالم والقنابل الفوسفورية وقتل المدنيين الأبرياء وتدمير البنية التحتية.. فعلوا ذلك كراهية للرئيس "بوش" الذي احتل أفغانستان وقتل الأبرياء من المدنيين بالقنابل العنقودية. والفوسفورية. ووعد شعبه في أكتوبر 2001 باعتقال بن لادن خلال ساعات ثم عاد بعد 6 سنوات يستعطف البشر لمساعدته في القبض عليه مقابل 50 مليون دولار!!!... ويمكن القول إن فشل الإدارة الأمريكية فيما أطلقت عليه "القضاء علي الإرهاب" يرجع إلي أنها استغلت موضوع الإرهاب لبسط نفوذها وسيطرتها علي العديد من دول العالم. ناهيك عن تصفية حساباتها مع بعض الدول الأخري. بدليل أنها طرحت اسم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأعوانه بارتكاب تفجيرات سبتمبر. بينما كانت النيران لا تزال مشتعلة بمركز التجارة العالمي "آسف أنقاض مركز التجارة العالمي" وهي بالطبع لم تكن قد توصلت إلي أية أدلة تدينه. ولكنها كانت في حاجة إلي كبش فداء تفتدي به كرامتها التي سقطت تحت أنقاض مركز التجارة العالمي.. وقامت باحتلال أفغانستان وقتلت الأبرياء ودمرت قري كاملة بينما لم تتوصل إلي بن لادن أو الظواهري. وقواتها الآن تتعرض لهجمات متتالية من حركة طالبان وتنظيم القاعدة. فيومياً نسمع ونقرأ عن مدرعات احترقت وطائرات سقطت وجنود قتلوا. وعندما فكرت الإدارة الأمريكية في احتلال العراق استغلت موضوع الإرهاب كذلك. فزعمت وجود علاقة لصدام حسين مع تنظيم القاعدة. الغريب والمثير أن قرار رفع المكافأة المعروضة لمن يدلي بمعلومات عن بن لادن يأتي في وقت اختفي فيه اسم بن لادن ولمع اسم الظواهري.. بن لادن اختفي منذ شهر يونيه 2006 وهو ميعاد آخر شريط صوتي دعا فيه العراقيين إلي مواصلة القتال ضد القوات الأمريكية وشريط الفيديو الذي بثته شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية مؤخراً أعتقد أنه قديم لأنه لا يحمل أي علامات أو مؤشرات تشير إلي تاريخ أو مكان تسجيله. علاوة علي أن المناظر التي ظهرت في الشريط مشابهة لتلك التي تضمنتها أشرطة ظهرت عقب قصف الولايات المتحدة الأمريكية لحركة طالبان عقب تفجيرات سبتمبر. أما أيمن الظواهري الحليف القوي لبن لادن. فهو الذي يتولي حالياً بث التسجيلات الصوتية والمصورة عبر الفضائيات ومواقع النت. وآخرها تهديده لبريطانيا بشن هجمات جديدة والرد علي تكريم الكاتب الملحد سلمان رشدي من قبل ملكة بريطانيا. علاوة علي مباركته للعملية التي استهدفت قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان. ويمكن القول إن التفجيرات التي شهدتها بعض الدول الأوروبية والعربية مؤخراً من جانب تنظيم القاعدة تأتي استجابة لشريط فيديو بثه الظواهري في 7 يوليو الحالي. حث فيه الشباب المسلم حول العالم علي الجهاد في العراق. وأفغانستان. وضرب مصالح الغرب. وفي النهاية أعتقد أن رفع مكافأة القبض علي بن لادن إلي 50 مليون دولار أو حتي مليار دولار لن تساهم في اعتقاله. فقد سبق لحركة طالبان التي يعيش في أحضانها حالياً أن رفضت تسليمه للولايات المتحدة الأمريكية مقابل عدم إسقاط حكومة الملا عمر.. فعلاً الناس مواقف.