gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

السبت، سبتمبر ٠٨، ٢٠٠٧

أحلام السفر تغرق فى البحر

رغم تكرار حوادث الغرق الجماعية في أعماق البحر المتوسط فوق قوارب الموت القديمة المتهالكة التي تبحر إلي المجهول في جنح الظلام. إلا أن رحلات الموت لا تتوقف.. رغم سقوط الآلاف من الشباب في قبضة سلطات الدول المختلفة قبل ترحيلهم إلينا وفي أيديهم القيود الحديدية. إلا أن عمليات الهجرة غير الشرعية مستمرة. يكاد لا يمر يوم واحد إلا ويصل إلي مطار القاهرة العشرات بل المئات من الشباب عقب القبض عليهم أثناء محاولتهم دخول بعض البلدان الأوروبية بطرق غير شرعية.. يكاد لا يمر شهر إلا ونفاجأ بحادث مروع يتعرض له فوج من الشباب الحالم بالسفر إلي شاطئ الثراء علي الجانب الآخر من البحر المتوسط وتعود إلينا جثثهم بعد أن يغرق مركبهم وتضيع أموالهم وتتلاشي أحلامهم. في الأسبوع الماضي ابتلعت مياه البحر المتوسط تسعة مصريين جدد قبالة السواحل الليبية أثناء محاولتهم السفر إلي إيطاليا في رحلة هجرة غير شرعية بعد أن غرق قاربهم المتهالك بسبب زيادة حمولته. فيما تم إنقاذ 35 آخرين قبل أن تلتهمهم الأسماك. وقبل ذلك بأيام قليلة أنقذت القوات المسلحة 91 شخصاً من الغرق كانوا علي متن مركب صيد أثناء محاولتهم السفر إلي أوروبا بطريقة غير شرعية بعد أن تعطلت ماكينات المركب علي مسافة 45 ميلاً بحرياً من جزيرة قبرص ونفاد المياه والطعام مما أصابهم بحالة إعياء تام.. ويوم السبت الماضي نشرت "الوفد" قصة 14 شاباً من قرية "صفيطة" التابعة لمركز الزقازيق استقلوا مركباً من طرابلس يوم 17 أغسطس في طريقهم إلي إيطاليا وانقطعت أخبارهم منذ ذلك الوقت.. وفي نفس اليوم نشرت الصحف تعرض 490 مصرياً لعملية نصب بطلها موظف سوداني أوهمهم بتشغيلهم في إحدي الشركات. وعندما وصلوا ميناء وادي حلفا منعتهم السلطات السودانية من دخول أراضيها بعد أن تبين أن الشركة وهمية. وبخلاف الحوادث السابقة.. تسلمت مصر مؤخراً المئات من المواطنين المصريين مرحلين من ليبيا وبعض الدول الأوروبية بعد أن ألقي القبض عليهم أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية. يا سادة: ظاهرة الهجرة غير الشرعية جريمة خطيرة لا يجب أن تمر دون توجيه انتقاد إلي السياسات الحكومية الخاطئة في التعامل مع مشكلة البطالة ومواجهة عصابات تهريب المهاجرين.. كما لا يجب أن تمر دون انتقاد سياسة الاتحاد الأوروبي التي تعتمد علي الحلول الأمنية فقط لمواجهة تفاقم الظاهرة. أسباب الظاهرة معروفة وهي: زيادة أعداد الخريجين عاماً بعد عام. وقلة فرص العمل مما يؤدي إلي زيادة نسبة البطالة الأمر الذي يؤدي إلي قبول الشباب أدني الأعمال في الخارج نظراً لوجودهم بطرق غير شرعية في ظل الأمل المفقود لهم داخل بلادهم.. وهناك أسباب أخري منها: استمرار الحكومة في سياسة الاعتماد علي القطاع الخاص فقط لتوفير فرص عمل جديدة مما يؤدي إلي تفاقم مشكلة البطالة التي تدفع الشباب إلي الانتحار الجماعي في أعماق البحر.. كما أن تراجع معدلات النمو الاقتصادي بسبب الخصخصة وانسحاب الدولة من المشروعات الإنتاجية وضعف القطاع الخاص. وعدم قدرته علي استيعاب العاطلين بتوفير فرص عمل لهم من الأسباب المهمة لتفاقم مشكلة البطالة. وبالتالي اللجوء إلي الهجرة غير الشرعية. ويمكن القول: إنه رغم المؤتمرات والندوات التي تعقد بين الحين والآخر لتوعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية.. ورغم الجهود التي تبذلها وزارة القوي العاملة والهجرة بتوقيع العديد من الاتفاقيات مع بعض الدول الأوروبية وخاصة إيطاليا لتدريب الشباب وإلحاقهم بسوق العمل في تلك الدول بطرق شرعية. إلا أن ذلك لا يكفي للقضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة المرعبة.. الأمر يتطلب تحركاً سريعاً وعاجلاً لمواجهة المشكلة لإنقاذ شبابنا من الموت والتعرض لمهانة الاعتقال والترحيل.. الأمر يتطلب مواجهة عصابات تهريب البشر واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.. الأمر يتطلب توعية حقيقية للشباب.. بمخاطر الهجرة غير الشرعية عن طريق عقد اللقاءات والندوات والمؤتمرات مع الشباب بالقري والنجوع وليس في المكاتب المغلقة. المصيبة أن حكومتنا الموقرة لا تتحرك كعادتها إلا عقب وقوع الكارثة فنسمع ونقرأ تصريحات وردية وعبارات رنانة.. المصيبة الكبري أن التحرك لا يستمر طويلاً وسرعان ما تدفن تلك التصريحات الوردية والعبارات الرنانة مع جثث القتلي. آخر كلام.. ¼ ذكري.. قصر ثقافة بني سويف يقيم غداً "الأربعا" حفل تأبين بمناسبة الذكري الثانية لشهداء المحرقة التي وقعت بالقصر يوم 5 سبتمبر 2005. والتي استشهد فيها حوالي 55 شخصاً من المثقفين والكتاب بينهم الزميلان الناقد المسرحي الكبير أحمد عبدالحميد. والكاتب الصحفي إبراهيم الدسوقي. ¼ تحية.. أبعث بها إلي الدكتورة معصومة المبارك وزيرة الصحة بدولة الكويت التي استقالت من منصبها مؤخراً انطلاقاً من مسئوليتها السياسية عن حادث الحريق الذي وقع في أحد المستشفيات. وأدي إلي مصرع مريضين.. أكرر مريضين.. وليس غرق 1400 راكب أو احتراق 55 كاتباً وأديباً ومثقفاً!!.. ¼ مأساة.. مواطن مصري قرر أن يبيع كليته من أجل تدبير نفقات المعيشة.. وضع رقم تليفونه علي إعلان ولصقه علي جدار موقف سيارات الأجرة بميدان عبدالمنعم رياض "بدون تعليق". ¼ نفي.. المطربة اللبنانية "مروي" لحادث التحرش الجنسي الذي تعرضت له عقب حفل أقيم علي مسرح شاطئ النخيل بمدينة الإسكندرية رغم الصور التي نشرتها الصحف وبثتها الفضائيات المختلفة يؤكد "بصراحة" و"الصراحة راحة" أن مروي هي اللي "ما بتعرفش" حاجة!!.. ¼ نصب.. عشرات من زملائي الصحفيين تعرضوا لعملية نصب مؤخراً ليس من شركة إسكان وهمية مثلاً. ولكن من لجنة الإسكان بنقابتهم.. سارعوا بحجز شقق أعلنت عنها النقابة. وبعد أن دفعوا المقدمات فوجئوا أن أحد البنوك عرض هذه الشقق للبيع منذ وقت طويل ولم يتقدم لشرائها أحد لارتفاع أسعارها.. والبنك يرفض الآن رد مقدمات الشقق.. عموماً الانتخابات قادمة.