gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الاثنين، يوليو ٠٩، ٢٠٠٧

جائزة التفوق فى الالحاد

في شهر أبريل الماضي نشرت مجلة "إبداع" التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة قصيدة للشاعر حلمي سالم تحمل عنوان "شرفة ليلي مراد" تعرضت بعض مقاطع فيها للذات الإلهية بالإساءة الشديدة وتضمنت جرأة غريبة علي المولي عز وجل تصوره بعسكري المرور الذي ينظم السير في شارع زكريا أحمد ويشبهه بالقروي الذي يزغط البط في الريف وهو يجس ضرع البقرة مثل أمهاتنا في الريف. وفي يونيه الماضي أي بعد مرور شهرين فقط منحت وزارة الثقافة حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب وهو ما يعد استفزازاً وتحدياً لمشاعر الملايين من المواطنين الذين رفضوا القصيدة. الواضح أن وزارة الثقافة منحت حلمي سالم تلك الجائزة لتفوقه في الإلحاد والتطاول علي الذات الإلهية لأن تفوقه في الآداب معدوم بالمرة. فقصيدته "شرفة ليلي مراد" لا ترقي لأن تكون قصيدة شعرية. ومن الخطأ إدراجها ضمن ديوان الشعر العربي. أما مشروعه الشعري بشكل عام فلا يستحق جائزة التفوق فهناك العشرات من شعراء السبعينيات أفضل منه بكثير. ويبدو أن وزارة الثقافة اعتادت أن تقدم لنا كل ما هو غريب وعجيب. فقد سبق لتلك الوزارة أن أصدرت العشرات من الكتب والمجلات وبها تطاول علي الذات الإلهية واعتداء علي الأنبياء والرسل والأديان والمقدسات تسب الله وتهين القرآن وتشوه الخالق وتصف الله بالفنان الفاشل وتصف الرسول "[" بالمزواج. وهذا ما حدث في رواية وليمة لأعشاب البحر للروائي السوري حيدر حيدر عام .1999 يبدو أن وزارة الثقافة اعتادت أن تقدم لنا كل ما هو غريب وعجيب. فوزيرها اعتبر من قبل أن ما جاء في قصيدة حلمي سالم "شرفة ليلي مراد" يمثل خروجاً علي الدين والقيم والأعراف والمجتمع. وأصدر توجيهاته بمصادرة مجلة "إبداع" التي نشرت القصيدة. ثم عاد ومنح حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب!!!.... ولم لا تقدم وزارة الثقافة كل ما هو غريب وعجيب والقائم عليها سبق له الإدلاء بتصريحات غريبة ضد الحجاب. بل إن سيادته أكد أن أركان الإسلام أربعة فقط!!!... الخطورة أن منح حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب رغم الضجة التي أثارتها قصيدته الرديئة "شرفة ليلي مراد" ورفض الملايين لها» جعله يتمادي أكثر وأكثر.. فمنذ أيام قليلة طالب في ندوة بحزب التجمع بإلغاء قانون الحسبة. وشن هجوماً عنيفاً علي الأزهر الشريف وطالب باقتصار دوره علي فرض الرقابة في طباعة المصحف الشريف والأحاديث النبوية. وعدم تمكينه من فرض وصايته علي الإبداع وحرية الرأي والتعبير. كما انتقد منح الأزهر الشريف أحقية مراقبة ما يصدر من إبداعات وإصدارات في الفنون والآداب ومصادرتها. وفي الحقيقة لا أعرف أين هو الإبداع الذي يتحدث عنه حلمي سالم وإخوانه من العلمانيين؟!.. أي إبداع يا سادة الذي يصف الله عز وجل بعسكري المرور الذي ينظم السير؟!.. أي إبداع يا ناس الذي يشبِّه الذات الإلهية بالقروي الذي يزغط البط في الريف؟!.. أي إبداع يا عالم الذي يصور المولي عز وجل بالشرطي الذي يمسك الناس من قفاهم؟!.. سبحان الله علي الإبداع الذي يتحدثون عنه. المصيبة أن حلمي سالم وأعوانه من العلمانيين يعتقدون أنهم المحتكرون للفكر والثقافة والإبداع دون غيرهم في حين أن الواقع يؤكد أن من يدينون بالعلمانية فرَّطوا في الدين والقيم والآداب.. ودأبوا علي الطعن في ثوابت الدين. ووجدوا آذاناً صاغية وأيادي داعمة من وزارة الثقافة ولم يردعهم رادع. ودائماً يسعون إلي إشعال نار الفتنة في المجتمع ولا يرون الإبداع إلا في رواية عاهرة. أو قصة ماجنة. أو طعن علي ثوابت الدين ورموزه. الكارثة أن حلمي سالم الحاصل علي جائزة التفوق في الآداب يجهل بالقانون.. نعم يجهل بالقانون. فسيادته يطالب بعدم تمكين الأزهر الشريف من مراجعة الكتب قبل طبعها. وهذا يخالف قانون تطوير الأزهر الشريف رقم 103 لسنة 1961 ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس الجمهورية رقم 250 لسنة 1975 الذي يخول للأزهر الشريف ممثلاً في إدارة البحوث والنشر بمجمع البحوث الإسلامية الذي يرأسه شيخ الأزهر مراجعة وفحص المؤلفات الإسلامية أو التي تتعرض للإسلام قبل طبعها. والسماح بطبعها وتداولها من عدمه. ويمكن القول إن حصول الشاعر حلمي سالم علي جائزة التفوق في الآداب فتحت النار عليه مرة أخري. كما فتحت النار كذلك علي وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلي للثقافة. فسارع بعض نواب البرلمان إلي تقديم طلبات إحاطة لرئيس الوزراء طالبوا فيها بحجب الجائزة عن سالم. كما سارع عدد كبير من المواطنين والمحامين إلي ساحات المحاكم وطالبوا بوقف القرار الصادر بمنح الجائزة لسالم. ورد مبلغ ال 50 ألف جنيه قيمة الجائزة. وفي النهاية تبقي عدة أسئلة مهمة: لماذا لم تمنح وزارة الثقافة حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب طوال السنوات الماضية إذا كان مشروعه الشعري بشكل عام يستحق ذلك؟!.. ولماذا منحته تلك الجائزة بعد شهرين فقط من نشر قصيدة فاحشة تتطاول علي الذات الإلهية؟!.. وهل هذا يعد تشجيعاً لكل من يتطاول علي الذات الإلهية؟!.. وهل تفكر وزارة الثقافة في تخصيص جائزة في الأعوام القادمة للمتفوقين في الإلحاد؟!!!... وعجبي.