gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الثلاثاء، مايو ٢٢، ٢٠٠٧

حكومة ((عقوق)) الانسان

رغم كل التوقعات السابقة بخسارة مصر في انتخابات مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي أجريت في جنيف يوم الخميس الماضي. إلا أن مصر فازت ومن الجولة الأولي وحصلت علي 168 صوتاً بما يزيد علي 70 صوتاً علي الأغلبية المطلوبة!!.. رغم النداءات التي وجهتها 19 منظمة حقوقية مصرية وعربية للدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بعدم اختيار مصر وقطر وأنجولا في عضوية مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لأنها دول لا تحترم حقوق الإنسان فازت مصر وقطر وأنجولا!!.. رغم الاعتراضات التي أبدتها العديد من المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان وخاصة منظمة العفو الدولية علي ترشيح مصر لعضوية مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلا أن مصر فازت وبأغلبية ساحقة!!.. رغم أن تقارير المنظمات المحلية في مصر والمنظمات الإقليمية والدولية ولجان الأمم المتحدة تضع مصر من بين أسوأ دول العالم استخفافاً بحقوق الإنسان لما يتضمنه سجلها الحافل من اتهامات خطيرة لحقوق الإنسان علاوة علي أنها مصنفة دولياً باعتبارها دولة غير حرة ولا تمتلك صحافة حرة إلا أن مصر فازت بعضوية مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان!!.. نعم فازت مصر بعضوية مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رغم استمرار ممارسات التعذيب الوحشي في مراكز الاحتجاز المختلفة وإضفاء الحماية علي مرتكبيه.. رغم استمرار ظاهرة الاعتقال التعسفي وبخاصة في حالات الطوارئ الاستثنائية التي تعيشها مصر بشكل متواصل منذ عام ..1981 رغم محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية وحرمانهم من قاضيهم الطبيعي.. رغم التحرش بالمنظمات غير الحكومية وتضييق الخناق علي أنشطتها.. رغم استمرار العمل بحزمة من القوانين التي تجرم حرية الرأي والتعبير وتعاقب بالحبس في قضايا النشر واستمرار صدور أحكام جديدة بحبس الصحفيين والتحقيق مع عدد كبير منهم. ناهيك عن إغلاق الصحف وتشريد المئات من الصحفيين وضرب عرض الحائط بالأحكام القضائية الصادرة بعودة تلك الصحف. وخاصة الشعب وآفاق عربية.. رغم قمع الحق في التظاهر والتجمع السلمي واعتقال المتظاهرين وتحريض البلطجية والسوابق للاعتداء عليهم باستخدام السنج والجنازير. كما حدث بجامعة عين شمس. أو التحرش الجنسي بالفتيات والسيدات كما حدث أمام نقابة الصحفيين.. رغم تعديل الدستور في مارس الماضي بما يتيح لأجهزة الأمن مداهمة المنازل وتفتيشها بدون إذن قضائي.. رغم عدم احترام الحكومة لأحكام القضاء وعدم تنفيذ الأحكام القضائية النهائية الصادرة ضدها واللجوء إلي طرق غير شرعية لتعطيل تنفيذ تلك الأحكام.. رغم رفض الحكومة تفعيل مواد القانون تجاه العشرات من العلمانيين الذين يتعمدون التطاول علي الذات الإلهية ويعتدون علي الأنبياء والرسل وصحابة رسول الله "صلي الله عليه وسلم" ويسخرون من المقدسات الإسلامية ويتهكمون عليها بصورة جنونية.. رغم تقاعس الحكومة عن محاكمة البهائيين بتهمة ازدراء الأديان بسبب الفكر المنحرف والخرافات والخزعبلات التي يعتقدون فيها.. رغم أن الحكومة تشاهد وتتفرج علي ما يحدث للشعب المصري "المقهور" من حوادث طرق مروعة يسقط فيها العشرات ما بين قتيل وجريح يومياً ناهيك عن حوادث القطارات والعبَّارات والتوك توك!!.. رغم أن الحكومة تشاهد وتتفرج علي ما يعانيه الشعب المصري "المطحون" من أمراض خطيرة بسبب البذور التي استوردتها لنا من الخارج وأكياس الدم الملوثة المتورط فيها البرلماني هاني سرور وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب الموقر. ناهيك عن القمح المسرطن واللحوم الفاسدة التي تجلب لنا من الخارج ولا تعاقب أحداً لأن المجرم إما أن يكون متسلحا بحصانة المنصب أو حصانة المال والنفوذ أو السلطة والجاه. .. رغم كل ذلك فازت مصر بعضوية مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.. تصوروا!!.. لا أعرف أين حقوق الإنسان؟!.. يمكن أن نقول "عقوق الإنسان"!!.. يبدو أن عمنا سعد زغلول كان عنده كل الحق عندما قال عبارته الشهيرة: "مفيش فايدة".. نعم مفيش فايدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. مفيش فايدة في مجلس الأمن.. مفيش فايدة في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.. أنا شخصياً أرجح أن تكون انتخابات مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد أجريت في القاهرة وليست في جنيف. وتم التصويت في مجلس الشعب وليس في الجمعية العامة للأمم المتحدة والأعضاء الذين أدلوا بأصواتهم هم نواب الحزب الوطني الذين سبق لهم إقرار التعديلات غير الدستورية.. الشيء الوحيد الغريب في هذه الانتخابات هو عدم انسحاب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.. "آسف" الجماعة "المحظورة" علشان أنا برضه شغَّال في جورنال قومي!!..