gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

السبت، مايو ١٩، ٢٠٠٧

اهلا طالبان

الهجوم الذي تتعرض له قوات حلف "الناتو" في أفغانستان حالياً يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن حركة طالبان تخطو خطوات سريعة للعودة إلي الحكم والسيطرة علي الأراضي الأفغانية مرة أخري. ويمكن القول إن حركة طالبان تسيطر حالياً علي مناطق كثيرة في أفغانستان وأن قواتها تشن يومياً هجمات ضارية علي قوات حلف "الناتو" فتسقط الطائرات وتدمر المدرعات العسكرية وتقتل المئات من الجنود والضباط. يا سادة.. حركة طالبان لم تنهزم في الحرب "الظالمة" التي شنتها القوات الأمريكية علي أراضيها عقب تفجيرات نيويورك وواشنطن عام ..2001 نعم طالبان لم تنهزم في المعركة. والولايات المتحدة الأمريكية لم تكسب تلك المعركة!!.. لأن القوات الأمريكية لم تجد مقاومة تذكر من قوات طالبان التي انسحبت من المدن الأفغانية بتعليمات من الْمُلا عمر لنقل ميدان المعركة إلي الجبال. والتحضير لحرب عصابات طويلة بعيدة عن المدن السكنية لتجنيب تلك المدن ويلات الحروب والقصف الأمريكي.. ففي 3 نوفمبر 2001 انسحبت قوات طالبان من مدينة مزار الشريف. وبعدها ب 9 أيام وبالتحديد في 12 نوفمبر انسحبت القوات أيضاً من العاصمة "كابول" بعتادها وأسلحتها تحت جنح الظلام متوجهة إلي قندهار. الولايات الجنوبية للتمركز بها. وعندما وصلت قوات التحالف الشمالي إلي العاصمة فوجئت بأنها مفتوحة أمامها وخالية من أية قوات لطالبان. فدخلتها من جهة الشمال علي متن شاحنات وسيارات وسيراً علي الأقدام. وكان علي رأسهم الجنرال محمد قاسم فهيم وزير الدفاع في التحالف الشمالي الذي خلف القائد السابق أحمد شاه مسعود الذي اغتاله بعض أعضاء تنظيم القاعدة قبل أحداث سبتمبر ..2001 وبالتالي رقص قادة التحالف الشمالي داخل العاصمة "كابول" لأنهم لم يتوقعوا أن تسقط تلك المدينة بهذه السهولة والسرعة. وبهذه الطريقة الدراماتيكية التي تبدو وكأن المدينة هي التي كانت تناديهم ليتسلموا مفاتيحها. وهناك دلائل أخري تشير إلي أن حركة طالبان هي التي انسحبت من ميدان المعركة منها: تصريح أدلي به عبدالسلام ضعيف سفير طالبان بباكستان في 26 ديسمبر 2001 أكد فيه أن الملا عمر وافق علي تسليم قندهار بعد اتفاق بين الحركة وقرضاي وعدد من علماء الدين وزعماء القبائل لتجنيب الشعب الأفغاني مزيداً من القتلي والدمار والتشريد. ومن الدلائل أيضاً التي تؤكد أن القوات الأمريكية فشلت في أفغانستان أنها لم تتمكن منذ بداية الحرب في 21 أكتوبر 2001 وحتي الآن في الوصول إلي زعيم حركة طالبان المُُلا عمر أو حليفه القوي أسامة بن لادن أمير تنظيم القاعدة وحليفه القوي أيمن الظواهري رغم الإجراءات الكثيرة التي اتخذتها للقبض عليهم أو قتلهم. شهدت حرب أفغانستان تصريحات غريبة من الرئيس الأمريكي بوش منها: أن أسامة بن لادن سوف يسقط خلال ساعات. وقامت قواته بإلقاء كميات هائلة من القنابل علي منطقة "تورا بورا" مما أسفر عن استشهاد حوالي عشرة آلاف مدني. ولم تجد ابن لادن!!.. وفي النهاية يمكن القول: إنني أعتقد أن الأيام المقبلة سوف تشهد أحداثاً جديدة في أفغانستان.. أعتقد أن حركة طالبان قادمة للاستيلاء علي الحكم مرة أخري.. أعتقد أن القوات الأمريكية وحلف "الناتو" ستلقي نفس مصير الاتحاد السوفييتي نشر المقال السابق بجريدة الجمهورية بتاريح 12 ديسمبر 2006"سابقاً".. أعتقد أن الملا عمر وبن لادن والظواهري يعيشون وسط قبائل البشتون.. عموماً أهلاً طالبان.