gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

السبت، مايو ١٩، ٢٠٠٧

ابوزيد العالم والازهر الجاهل!!

رغم مرور أكثر من 10 سنوات علي الحكم القضائي البات الصادر من محكمة النقض بالتفريق بين الدكتور نصر حامد أبوزيد وزوجته الدكتورة ابتهال يونس. إلا أن القضية لا تزال تشغل الرأي العام حتي الآن.. فالبعض ينظر إليها من كونها حرية رأي وفكر وتعبير وبحث علمي. والبعض الآخر يعتبرها كفراً وإلحاداً وردَّة عن الإسلام. في الأسبوع الماضي كنت ضيفاً في برنامج "كتب ممنوعة" بقناة النيل الثقافية الذي يقدمه الإعلامي المعروف "جمال الشاعر" وتعده هبة الشرقاوي لمناقشة قضية التكفير. وتطرق الحديث عن اغتيال الدكتور فرج فودة والتفريق بين أبوزيد وزوجته. وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالإلحاد.. الحوار اتسم بالموضوعية من ضيوف البرنامج الزميل الشاعر حلمي سالم والدكتور سالم عبدالجليل. وكاتب هذه السطور.. ولكن عدم الموضوعية جاءت من مداخلات البعض. فاتهم أحدهم.. وهو أستاذ جامعي.. القرآن الكريم باحتوائه علي تناقضات عديدة!!.. ووصف آخر نصر أبوزيد بأنه أكثر إيماناً وعلماً من علماء الأزهر الشريف الذين أكدوا أن مؤلفاته تتضمن كفراً وإلحاداً. بينما اعترض ثالث علي ما جاء بشهادة الشيخ الغزالي رحمه الله أمام المحكمة بأن مؤلفات فرج فودة تتضمن كفراً وإلحاداً. وأقول لهؤلاء: لسنا مع اغتيال فرج فودة. أو طرد نصر أبوزيد خارج البلاد. في نفس الوقت لا يجب السكوت علي من يهاجمون الإسلام ويتطاولون علي الذات الإلهية. ويعتدون علي الأنبياء والرسل ويسخرون من المقدسات الإسلامية بعد انتشار هذه التطاولات والاعتداءات في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة ومرعبة. بل وتحولت إلي ظاهرة خطيرة تحتاج إلي الدراسة والتحليل لمواجهتها والتصدي لها حفاظاً علي الدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية خاصة بعد أن اتخذ دعاة التنوير من حرية الرأي والتعبير ذريعة لهذه الاعتداءات. يا سادة: قضية نصر أبو زيد بدأت في 9 مارس 1993 عندما رفض مجلس جامعة القاهرة برئاسة الدكتور مأمون سلامة ترقية أبوزيد لدرجة أستاذ لضعف إنتاجه العلمي. وهذا شيء طبيعي يحدث كثيراً في معظم الجامعات المصرية. ولكن الشيء غير الطبيعي أن تنتقل المعركة من داخل أسوار الجامعة إلي وسائل الإعلام وتحدث ضجة إعلامية كبري وحملة إعلامية شرسة ضد الدكتور عبدالصبور شاهين رئيس اللجنة العلمية التي رفضت ترقية أبوزيد. وانتهز التيار العلماني الفرصة للهجوم علي كل ما هو إسلامي. واستخدموا نفس السلاح الذي يدعون مقاومته وهو الإرهاب الفكري.. وإذا كان التيار العلماني وراء نقل قضية أبوزيد من الجامعة إلي وسائل الإعلام فهو كذلك مسئول عن نقل المعركة إلي ساحات المحاكم.. فعندما أثارت الصحف القضية اهتم بها الرأي العام. فما كان من أحد المحامين المعروفين وهو المستشار محمد حميدة عبدالصمد رحمه الله إلا إقامة دعوي التفريق بعد أن اطلع علي مؤلفات أبوزيد. وهاله ما فيها من كفر وارتداد عن الإسلام. خاصة وأن ذلك الكفر يدرَّس لطلاب قسم اللغة العربية بكلية الآداب. حسبما جاء في عريضة الدعوي. بالطبع أحالت المحكمة مؤلفات أبوزيد إلي مجمع البحوث الإسلامية الذي أعد 3 تقارير عنها طالب فيها بحجبها عن القراء حفاظاً علي عقيدتهم وصوناً لدينهم وتجنيباً لهم من قراءة التطاول علي الصحابة وأئمة المسلمين. وكذلك حجبها عن الطلاب الذين يدرسونها وإبعاد مؤلفها عن تلقين سمومه للطلاب بالجامعات. والمعاهد العلمية.. ووصف مجمع البحوث الإسلامية مؤلفات أبوزيد وهي: "نقد الخطاب الديني" و"مفهوم النص" و"الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية".. بأنها من أشد الكتب عداوة للإسلام. وأكثرها ضراوة علي القرآن. أما محكمة استئناف الأحوال الشخصية التي قضت بالتفريق بين أبوزيد وزوجته. فأكدت في أسباب حكمها أنه كذَّب كتاب الله تعالي بإنكاره لبعض المخلوقات التي وردت بالآيات القرآنية ذات الدلالة القاطعة في إثبات خلق الله تعالي لها. ووجودها كالعرش والملائكة والجن والشياطين. ورد الآيات الكثيرة الواردة في شأنها. وسخر من بعض الآيات القرآنية الكريمة وكذَّب الآيات الكريمة فيما تدل عليه بشأن الجنة والنار ومشاهد القيامة. ويرميها بالأسطورية!!.. وذكرت المحكمة كذلك أن أبوزيد كذَّب الآيات القرآنية التي تنص علي أن القرآن كلام الله.وأشارت المحكمة إلي أن هذه الأقوال بإجماع علماء المسلمين وأئمتهم إذا أتاها المسلم وهو عالم بها يكون مرتداً عن دين الله. فإذا كان داعية لها فإن بعض العلماء يسميه زنديقاً. فيكون أشد سوءاً من المرتد. وفي النهاية تبقي عدة أسئلة منها: إلي متي يظل العلمانيون في مصر يعتقدون أنهم المحتكرون للفكر والثقافة والإبداع دون غيرهم حتي من علماء الأزهر الشريف؟!.. وهل القرآن الكريم يتضمن تناقضات كما يزعمون؟!.. وهل نصر أبوزيد أكثر علماً وإيماناً من علماء الأزهر الشريف؟!.. غريب أمر هؤلاء العلمانيين .......نشر المقال السابق بجريدة الجمهورىة بتاريخ 19 ديسمبر 2006!!.