gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الجمعة، مايو ١٨، ٢٠٠٧

ابو مصعب الزرقاوى


مات أبومصعب الزرقاوي بعد أكثر من ثلاث سنوات قاد فيها المقاومة العراقية ضد القوات الأمريكية.. كبدها خسائر فادحة وأسقط العشرات من الطائرات الحديثة وأطلق الصواريخ علي معسكرات وثكنات القوات المحتلة وفجر المئات من السيارات المفخخة.. ودمر المدرعات وقتل المئات من الضباط والجنود.. السؤال الذي يطرح نفسه بعد مقتل الزرقاوي.. هل تتوقف المقاومة العراقية عن نشاطها وتنعم العراق بالاستقرار؟.. وهل يثأر تنظيم القاعدة لمقتل أحد أبرز قادته؟.. وهل يكون الانتقام داخل العراق فقط أم يمتد إلي الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية بواسطة الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة بتلك الدول؟ فالزرقاوي تحول في السنوات الماضية إلي شخصية أسطورية.. تردد اسمه في القاموس الإعلامي اليومي.. تناقلت أخباره وكالات الأنباء والصحف والمحطات الفضائية العربية والعالمية.. احتلت صورته أغلفة المجلات الكبري ومواقع الإنترنت الشهيرة.. الإدارة الأمريكية رصدت 25 مليون دولار لمن يقدم لها رأسه حياً أو ميتاً.. قال عنه كولن باول وزير الخارجية الأمريكي السابق أمام مجلس الأمن إن خطورته لا تقل عن بن لادن والظواهري.. وشبهه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي بالزعيم النازي هتلر.. أطلقت عليه وسائل الإعلام ألقاب "أمير الذباحين" و"شيخ القتلة" و"جوكر القاعدة" و"قاهر الأمريكان". الزرقاوي نفي قبل مقتله ارتكاب عمليات تفجيرية ضد المدنيين العراقيين وأكد أن قوات الاحتلال ارتكبت هذه التفجيرات لإحداث فتنة بين المواطنين العراقيين. نشأته في مقاطعة الزرقا علي مشارف العاصمة الأردنية "عمان" في 20 أكتوبر 1966 ولد أحمد فضيل نزال الخلايلة الذي اشتهر عقب ذلك باسم أبومصعب الزرقاوي.. في منزل متواضع مكون من ثلاث غرف بحي الكسارات بالمدينة.. نشأ الطفل أحمد.. ينتمي لأسرة متوسطة الحال من عشيرة الخلايلة وهي من بطون قبيلة بني حسن أعرق القبائل الأردنية. والده كان يعمل في فراشة لتأجير المقاعد في مناسبات الأفراح للإنفاق علي أسرته المكونة من زوجته وثلاثة أولاد وست بنات.. والدته ربة منزل مهتمة بتربية أطفالها.. ترملت وعمرها ثلاثون عاماً فتكفلت برعاية أطفالها وسط ظروف صعبة عقب وفاة زوجها. التحق الطفل أحمد بمدرسة طلال بن عبدالله الابتدائية بالزرقا ثم المدرسة الثانوية بنفس المدينة واستمر بها حتي الصف الثاني الثانوي إلا أنه لم يتمكن من إتمام دراسته الثانوية رغم حصوله علي 87% في الصف الثاني لظروف أسرته المعيشية الصعبة.. مما اضطره إلي الالتحاق للعمل بقسم الصيانة ببلدته مدينة الزرقا للإنفاق علي نفسه ومساعدة أسرته ولكنه فصل منه بعد شهر واحد لمشاغباته المستمرة مع المسئولين بالعمل. كان الطفل أحمد يحب لعب كرة القدم بين المقابر في حي "العصوم" بمدينة الزرقا أثناء دراسته بالمرحلة الابتدائية وكان يتولي قيادة فريق الكرة بالمنطقة رغم ضعف بنيانه. طبقاً لروايات أقاربه وجيرانه فإن الله سبحانه وتعالي هو الذي أنقذه من الانحراف والضياع.. فبعد أن مل لعب كرة القدم بين المقابر بدأ يلتقي بأفراد عصابات في مدينة الزرقا تخصصت في سرقات صغيرة من هنا ومن هناك.. ويواصل دراسته ولكن بصورة غير منتظمة حتي سن السابعة عشرة من عمره.. وظهرت قدراته في المشاجرات والمشاحنات فكان يعوض بنيته الضعيفة بشجاعة لا مثيل لها وظل هكذا حتي شاء الله أن يمس الإيمان قلبه ويدرك أن مستقبله في المسجد. التقي أثناء تردده علي المساجد المختلفة بمدينة الزرقا مع العديد من الشباب والشيوخ وقرأ الكثير من كتب الفقه والتفسير.. وطلب من أشقائه التخلص من جهاز التليفزيون بمنزلهم باعتباره مفسدة.. تعددت مشاغباته مع السلطات المحلية بمدينة الزرقا مما اضطره إلي توقيع إقرار مع مجلس المدينة عام 1986 بابتعاده عن العنف لكنه بالطبع لم ينفذ هذا الوعد. أفغانستان.. البداية سافر إلي أفغانستان بصحبة بعد الشباب الأردنيين عام 1989 للمشاركة في الحرب الأفغانية الروسية.. وفي مدينة بيشاور تلقي تدريبات عسكرية علي أحدث فنون القتال وتصنيع المتفجرات واستخدام الأسلحة الحديثة علي أيدي قيادات تنظيم القاعدة.. وسرعان ما تم إلحاقه بصفوف المجاهدين الأفغان في حربهم ضد التواجد الروسي وظهرت شجاعته وبسالته في العمليات العسكرية في بيت الانصار بمدينة بيشاور الذي اسسه الشيخ عبدالله عزام وأسامة بن لادن لاستقبال المتطوعين المشاركين في الحرب تعرف علي الكثير من المجاهدين العرب والمسلمين ولكنه اعجب بشخص فلسطيني الجنسية يدعي أبو محمد المقدسي واطلع علي كتاباته ومؤلفاته خاصة التي تتعلق بالفكر الجهادي واعتقاده بكفر الأنظمة العربية الحاكمة والدعوة إلي البراء منها. تقارير تنظيم القاعدة تشير الي ان أبومصعب الزرقاوي لم يكن له أي دور قيادي بالتنظيم اثناء تواجده بأفغانستان وانه كان يعمل مستقلاً مهتماً بالشباب الاردني والفلسطيني وافتتح معسكراً لتجميع هؤلاء الشباب ولم يكن بينه وبين تنظيم القاعدة سوي الترابط الإسلامي العام والتعاون الجهادي في الامور غير التنظيمية. في عام 1994 عاد الزرقاوي إلي الأردن مرة أخري بعد 5 سنوات قضاها داخل الكهوف وفي معسكرات التدريب والقتال وشارك خلالها في طرد القوات الروسية من الأراضي الافغانية.. واكتسب اثناء تواجده بافغانستان خبرة عالية في مجال تصنيع المتفجرات واستخدام الاسلحة بكافة انواعها واراد الاستفادة من هذه الخبرة في القيام بعمليات عدائية ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية بالاردن. التقي الزرقاوي مع استاذه الشيخ محمد المقدسي مرة اخري بالاردن.. وبدأ يتردد علي المساجد الاردنية المختلفة لترويج كتابات ومؤلفات المقدسي التي تحض علي الجهاد والتحريض علي القيام بعمليات عدائية ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية بالاردن وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.. التف الكثير من الشباب حول دعوة الزرقاوي والمقدسي وتم انشاء تنظيم جديد لهما بالعاصمة الاردنية اطلق عليه "جيش محمد" أو "جماعة التوحيد السلفية الجهادية" تنبهت السلطات الاردنية عام 1994 الي تنظيم المقدسي والزرقاوي والقي القبض عليهما بصحبة 26 آخرين من أعضاء التنظيم بتهمة التخطيط لاغتيال الملك حسين عاهل الاردن الراحل والقيام بعمليات جهادية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وتم ضبط كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات التي اعدوها لتنفيذ مخططاتهم الجهادية. في السجن تم اختيار الشيخ أبومحمد المقدسي اميراً للتنظيم وأبو مصعب الزرقاوي نائباً له إلا ان ذلك لم يستمر طويلا حيث تنازل المقدسي عن الامارة للزرقاوي حتي يتفرغ الأول للكتابة والتأليف.. وذاعت شهرة الزرقاوي داخل سجن "السواقة" كأمير وقيادي بارع ومخضرم. استغل الزرقاوي فترة حبسه في القراءة والاطلاع وحفظ القرآن الكريم بينما تولي المقدسي اعداد المطبوعات والكتيبات والنشرات التي تحوي فكر التنظيم وترويجها علي المساجين وتهريبها الي خارج السجن بهدف ضم عناصر جديدة. أشغال شاقة أمام المحكمة العسكرية بالأردن عوقب الزرقاوي والمقدسي بالاشغال الشاقة 15 سنة لكل منهما بتهمة قيادة تنظيم اصولي خطط لاغتيال الملك حسين واثناء نظر القضية تلا الزرقاوي بياناً هاجم فيه نظام الحكم القائم في الاردن وأكد ان القوانين المعمول بها مخالفة للشريعة الإسلامية.. كما انتقد هيئة المحكمة وذكر انها لا تحكم بشرع الله. عقب وفاة الملك حسين وتنصيب نجله الأمير عبدالله بدلاً منه عام 1999 أصدر عفواً ملكياً بالافراج عن المعتقلين بالسجون الاردنية وكان من بينهم أبو مصعب الزرقاوي والشيخ أبو محمد المقدسي بعد 5 سنوات قضاها كل منهما داخل السجون.. بدأ الزرقاوي عقب الافراج عنه مباشرة في إعادة ترتيب أوراقه مرة أخري وتجميع أعوانه والتخطيط لعمليات عدائية ضد المصالح الامريكية والإسرائيلية بالاردن مما جعل أجهزة الأمن الاردنية تطارده بهدف القبض عليه. ولاحساسه بعيون أجهزة المخابرات والأمن تلاحقه من مكان إلي آخر تمكن من الهرب إلي افغانستان وهناك قام بتأسيس أحد المعسكرات التدريبية ليهتم بشئون عوائل العرب الافغان الذين قتل ذووهم أو اسروا اثناء الاحتلال الروسي لافغانستان وكذلك الذين قبض عليهم عند عودتهم لبلادهم من أهل الأردن وفلسطين. وفي اكتوبر 2000 عوقب الزرقاوي غيابياً من محكمة أمن الدولة الاردنية بالاشغال الشاقة 15 عاماً في القضية التي اطلق عليها إعلامياً قضية "بيعة الإمام" وكانت تضم معه 27 آخرين. كان أبو مصعب الزرقاوي داخل الأراضي الافغانية عندما قصفت القوات الامريكية افغانستان في أكتوبر 2001 عقب احداث 11 سبتمبر الشهيرة.. واصيب الزرقاوي في غارة أمريكية. تمكن بعدها من الهرب إلي إيران ومنها دخل عبر الحدود إلي كردستان بالعراق وعاش في المناطق التي كانت تسيطر عليها جماعة انصار الإسلام وتلقي العلاج اللازم بعد إصابته. استغل الزرقاوي معسكرات انصار الإسلام الكردستانية في التخطيط لشن عمليات عسكرية عدائية ضد المصالح الأمريكية في العاصمة الأردنية "عمان" وتمكن اعوانه من اغتيال الدبلوماسي الأمريكي "لورانس فولي" في 28 أكتوبر 2002 والتي عوقب فيها غيابياً بالإعدام مع 7 آخرين من اتباعه من إحدي المحاكم الأردنية. غزو العراق في بداية حربها علي العراق قصفت الطائرات الأمريكية معسكرات جماعة انصار الإسلام الكردستانية بشمال العراق ونتج عن ذلك استشهاد 57 مقاتلا من أعضائها بينما نجا أبو مصعب الزرقاوي وبعض اعوانه فاتجهوا بعدها إلي بغداد والمثلث السني "الفلوجة الرمادي - ساوان" وتمكن من الاتصال بالعديد من الجماعات الدينية الجهادية بالعراق علاوة علي متطوعين من جنسيات عربية مختلفة دخلوا الأراضي العراقية للجهاد ضد الاحتلال الأمريكي.. كما تمكن من التنسيق مع رجال المقاومة العراقية الرافضين للاحتلال وشكل عدة مجموعات مسلحة في العديد من المدن العراقية اطلق عليها اسم جماعة "التوحيد والجهاد". قامت جماعة الزرقاوي منذ تأسيسها عقب سقوط العاصمة العراقية بغداد في أبريل 2003 بالمئات من العمليات العسكرية الناجحة ضد قوات الاحتلال الأمريكية والحليفة علاوة علي القوات العراقية الموالية للاحتلال.. وتمكنت من اسقاط العشرات من طائرات قوات التحالف وإطلاق الصواريخ علي معسكرات وثكنات القوات الأمريكية وتفجير سيارات مفخخة بطريقة استشهادية في المركبات والآليات العسكرية. كما قامت جماعة التوحيد والجهاد بالهجوم علي السفارة الأردنية بالعاصمة العراقية "بغداد" باستخدام سيارة ملغومة مما أدي إلي مقتل 24 شخصاً من بينهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة بالعراق وكذا اغتيال محافظ بغداد علي راضي الحضيري والهجوم علي سجن أبو غريب في يومين متتالين باستخدام سيارات مفخخة مما أدي إلي مقتل وإصابة المئات من جنود وضباط قوات الاحتلال. كشف تقرير لأجهزة المخابرات العراقية في أكتوبر 2004 ان تنظيم التوحيد والجهاد وراء الهجوم علي مقر المخابرات الأمريكية بمدينة تكريت باستخدام سيارة ملغومة يقودها فدائي مما أدي إلي مقتل 22 أمريكياً ما بين جنود وضباط وموظفين بالمخابرات علاوة علي انهيار المبني بالكامل.. وقام تنظيم التوحيد والجهاد كذلك بتفجير العديد من خطوط أنابيب البترول واشعال النيران بها كما اختطف التنظيم المئات من الأجانب واحتجزهم كرهائن لاجبار حكوماتهم علي سحب قواتها من العراق وقام التنظيم بقتل المختطفين الذين كانت ترفض بلدانهم سحب قواتها.. كما قام بذبح بعض عناصر جهاز الموساد الإسرائيلي. وفي مدينة الفلوجة العراقية تصدي أعضاء جماعة التوحيد والجهاد بزعامة الزرقاوي للهجمات الأمريكية منذ بداية الاحتلال وقاموا بالمئات من العمليات الناجحة ضد التواجد الأمريكي الذي فشل في دخول المدينة إلا بعد قصفها بالطائرات وإلقاء القنابل العنقودية علي المنازل والمساجد الأمر الذي أدي إلي استشهاد عشرات الألوف من المواطنين الابرياء. الزرقاوي والشيعة لجأت الإدارة الأمريكية في العراق كعادتها إلي أساليب غريبة وشاذة بهدف اشعال نار الفتنة بين المواطنين الشيعة والسنة عندما نسبت إلي أبو مصعب الزرقاوي وجماعته العديد من الحوادث ضد المواطنين الشيعة ومساجدهم منها اغتيال محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق وارتكاب مجزرتي كربلاء وبغداد يوم احتفال الشيعة بذكري عاشوراء واحتجاز عشرات من المواطنين الشيعة بمدينة القائم في أبريل 2005 كرهائن واختطاف العشرات من المواطنين الابرياء وطلب مبالغ مالية للافراج عنهم وتفجير مرقد الامامي الهادي والعسكري بن لادن في العام الماضي وما تلا ذلك من تفجيرات متبادلة بين السنة والشيعة. والزرقاوي بالرغم من الفترة الطويلة التي عاشها أبو مصعب الزرقاوي في أفغانستان قبل انسحاب القوات الروسية منها وبعدها إلا انه لم ينضم إلي صفوف تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وإنما كان يعمل بصورة مستقلة مع أعوانه من الأردنيين والفلسطينيين. ويعتبر يوم الأحد 17 أكتوبر 2004م هو بداية انضمام أبو مصعب الزرقاوي إلي قيادات تنظيم القاعدة.. وقد جاء ذلك من خلال المبايعة التي ارسلها الزرقاوي إلي بن لادن باسم جماعة التوحيد والجهاد وبتوقيعه وتم بثها علي شبكة الانترنت قال فيها: "كانت هناك اتصالات بيني وبين الإخوة في القاعدة منذ ثمانية أشهر وتم تبادل وجهات النظر.. ثم حصل انقطاع قدري.. وما لبث ان اكرمنا الله بعودة الاتصالات فتفهم اخواننا الكرام في القاعدة استراتيجية جماعة التوحيد والجهاد في أرض الرافدين "أرض الخلفاء" وانشرحت صدورهم لمنهجنا فيها.. ومع اطلالة شهر رمضان شهر العطاء والانتصارات.. وفي ظرف احوج ما يكون فية المسلمون إلي لم شملهم ليكونوا مخرزاً في أعين أعداء الدين.. نزف إلي أمتنا الغراء خير أمة أخرجت للناس بشري تفرح المؤمنين وتميت من شدة الغيظ الكافرين وترعب كل عدو المسلمين.. نزف إليكم نبأ مبايعة جماعة التوحيد والجهاد لشيخ المجاهدين أسامة بن لادن علي السمع والطاعة في المنشط والمكرة للجهاد في سبيل الله حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.. فوالله يا شيخ المجاهدين لئن خضت بنا البحر لخضناه معك بإذن الله.. ولئن أمرت لنسمعن.. ولئن نهيت لننتهين.. فنعم القائد أنت لجيوش الإسلام ضد الكفار المرتدين.. فهيا يا شباب الأمة إلي لواء شيخ المجاهدين نرفع معاً كلمة "لا إله إلا الله" عالية خفاقة كما رفعها اجدادنا الأبطال ونطهر ديار الإسلام من كل كافر أو مرتد أثيم حتي يدخل الإسلام كل بيت". وفي بيان جديد صدر بتاريخ 19 أكتوبر بعد يومين من ارسال المبايعة أعلن الزرقاوي تغيير اسم جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها إلي قاعدة الجهاد ببلاد الرافدين.. وهذا المسمي الجديد يشير إلي ان جماعة الزرقاوي أصبحت فرعاً من فروع تنظيم القاعدة الذي يتولي إمارته بن لادن. أكد الزرقاوي في بيان آخر صدر في نوفمبر 2004 ان قيادات تنظيم القاعدة وعلي رأسهم اسامة بن لادن وحليفه القوي الدكتور أيمن الظواهري أظهروا رضاءهم عن الأساليب التي تتبعها جماعة قاعدة الجهاد الإسلامي ببلاد الرافدين وتأكدوا أنها ملتزمة بمواصلة الجهاد. وفي 27 ديسمبر 2004 أصدر أسامة بن لادن بيانا كلف فيه أبومصعب الزرقاوي بتولي إمارة تنظيم القاعدة بالعراق وناشد العراقيين بمقاطعة الانتخابات العراقية وأكد أن من يشارك في هذه الانتخابات يكون قد كفر بالله. علقت وسائل الإعلام الأمريكية علي انضمام أبومصعب الزرقاوي إلي تنظيم القاعدة بانها اصابت الساسة الأمريكان بالاحباط والقلق والترقب.. وذكر أحد مسئولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين في حديث لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية: "من المؤكد أن تلك الخطوة ليست خطوة ايجابية في اتجاه تحسين أمن أمريكا". اصدر أيمن الظواهري عدة بيانات في العامين الماضيين اشاد فيها بالجهود التي يبذلها الزرقاوي. في عددها الصادر 20 أغسطس 2004 نشرت صحيفة "الدستور" الأردنية حواراً مع زوجة الزرقاوي تحت عنوان "زوجة الزرقاوي تتحدث من خلف الحجاب" نفت فيه الزوجة أن يكون زوجها إرهابيا أكدت أنها لم تشاهده منذ مغادرته الأردن عام 1999 متوجها إلي أفغانستان وذكرت الزوجة - التي رفضت الإفصاح عن اسمها واكتفت صحيفة الدستور بتعريفها باسم أم محمد - ان زوجها لا يمكن أن يتولي أو يوعز بقتل الأطفال والنساء أو الشيوخ كما يحاولون أن يصوروه. وأضافت انها تتولي رعاية أبنائها الأربعة وهم آمنة 12 عاما وروضة 9 أعوام ومحمد 7 سنوات ومصعب 5 أعوام واشارت إلي أن زوجها له زوجة أخري فلسطينية الجنسية وقد لحقت به بأفغانستان عام 1999 وأكدت أنها لا تعلم عنها أي شيء منذ سفرها إليه أو عما إذا كانت معه بالعراق من عدمه. وردا علي سؤال بشأن من يتولي الإنفاق عليها وعلي أبنائها.. قالت زوجة الزرقاوي: "حسبي الله ونعم الوكيل".. وبشأن سؤال آخر عن الأحكام الصادرة ضده من المحاكم الأردنية ومنها حكم غيابي بالإعدام قالت "حسبي الله ونعم الوكيل".. وبشأن سؤال ثالث عن امكانية عودته إلي الأردن مرة أخري أو سفره إليه بالعراق قالت "أرفض الإجابة".. وذكرت صحيفة الدستور وعلي لسان النجل الأصغر للزرقاوي "مصعب 5 سنوات" قوله : "بدي اشوف والدي وبدي يرجع لينا" وذكرت الصحيفة أن والدة أبو مصعب الزرقاوي توفيت في شهر مارس 2004 وأن اثنين من أشقائه وشقيقاته الست يقيمون في حي الكسارات الشعبي بمدينة الزرقا.. وأكدت الصحيفة أن الزرقاوي كان قد رفض الحاق أبنائه بالمدارس الحكومية العراقية.. وفضل إلحاقهم بالكتاتيب لحفظ القرآن الكريم. الزرقاوي يتهم الأردن أحد المواقع الإسلامية علي شبكة الإنترنت ذكرت في 21 يناير 2005 أن ابو مصعب أرسل له تسجيلا صوتيا اتهم فيه الأردن واسرائيل في الضلوع في احتلال العراق واكد أن أكثر من 800 جندي إسرائيلي وأردني شاركوا في حملة الإبادة العسكرية التي شنتها القوات الأمريكية علي مدينة الفلوجة في شهر نوفمبر 2004 وأن ضباطا أردنيين واسرائيليين ساهموا في وضع المخططات اللازمة للهجوم علي المدينة. في عددها الصادر الأثنين 18 ابريل 2005 أكدت مجلة التايم الشهيرة أن الزرقاوي والرئيس الأمريكي بوش جاءا علي رأس قائمة 100 شخصية اعتبرتهم الأكثر نفوذا في العالم.. وذكرت المجلة أن اختيار الزرقاوي علي رأس القائمة جاء بعد نجاحه في قيادة المقاومة العراقية ضد التواجد الأمريكي بالعراق وارتكاب عمليات مسلحة ضدها.. ووصفت المجلة الزرقاوي بأنه شخصية أسطورية. أمير الذباحين القاب عديدة أطلقتها وسائل الإعلام علي ابو مصعب الزرقاوي منها "امير الذباحين ومرعب الصليبيين.. وشيخ القتلة.. واسد الرافدين.. وجوكر القاعدة والوجه الجديد للقاعدة.. وكابوس الغرب.. وقاهر الأمريكان.. ومجدد الزمان.. والشبح الذي يطارد امريكا.. واليساري لأنه "اشول" يستخدم يده اليسري في كل شيء". شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أكدت أن جماعة الزرقاوي قامت بتجنيد القطط والكلاب الانتحارية وتفجيرها بالريموت كنترول في تطوير جديد لعملياتها المسلحة ضد القوات الأمريكية بهدف تفادي الدفاعات الأمريكية وللحد من الخسائر البشرية. شهد شهر مايو 2005 تطورات مهمة في مسيرة الزرقاوي.. تضاربت الأنباء التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية ومواقع الإنترنت والمحطات التليفزيونية الفضائية العربية والأجنبية بشأن حياته.. فهناك من ذكر أنه أصيب بإصابات بالغة.. وهناك من زعم أنه لقي مصرعه علي أيدي القوات الأمريكية. تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين اعترف بإصابة زعيمه أبو مصعب الزرقاوي في اشتباكات مع القوات الأمريكية غرب بغداد.. وناشد أبوميسرة العراقي المتحدث الإعلامي للتنظيم بالدعاء له بالشفاء.. وقال: ليعلم القاصي والداني أن جرح قائدنا شرف لزيادة الخناق علي أعداء الله وبسبب كثرة الهجمات عليهم". وبعد أيام قليلة من إصابة الزرقاوي بعث برسالة صوتية إلي إسامة بن لادن نصها: "أظنه قد تنامي إلي أسماعكم الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام وحارت فيه العقول والأفهام والذي مفاده إنني قد إصبت بجروح بليغة عولجت علي أثرها في مستشفي الرمادي.. فاحب أن أطمئنك وأن أطمئن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأن هذا كله محض اشاعات لا أساس لها من الصحة وإنما هي جروح طفيفة كما ذكر الأخوة في القسم الإعلامي وإني الآن بحمد الله اتنقل بنعم الله الوافرة بين أخوتي وأهلي في أرض الرافدين". حتي لا يلتبس الحق بالباطل موقع كلمة الحق علي شبكة الإنترنت بث في 16 مايو 2005 بيانا منسوبا إلي أبو مصب الزرقاوي أكد فيه أن تنظيم القاعدة لا علاقة له بتفجير السيارات بالأماكن العامة التي يقتل فيها المدنيون الأبرياء وقال : "إن دماء المسلمين ليست رخيصة عندنا لنهدرها بهذه الطريقة خاصة وان من بين هذه الأسباب المهمة لإعلان جهادنا ضد الصليبيين حقن دماء المسلمين.. ونحن حفاظ حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم القائل: "أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء" وقوله صلي الله عليه وسلم.. "لا يزال الرجل في سعة من دينه ما لم يصب دما حراما". اغتيال السفير المصري اعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتزعمه الزرقاوي في أكتوبر الماضي مسئوليته عن اختطاف السفير المصري إيهاب الشريف من أمام منزله وقتله.. استنكرت مصر وجميع الدول العربية والإسلامية اغتيال الشهيد الشريف أثناء تأديته واجبه. الأرهاب الأمريكي!! وفي النهاية تبقي عدة أسئلة مهمة منها.. لماذا احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض البلدان الأوروبية والعربية باغتيال الزرقاوي واعوانه بينما خرست الألسنة عن احتلال العراق وقتل المواطنين الأبرياء؟ ولماذا سكتت عما ترتكبه القوات الإسرائيلية من مجازر ضد الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين وتجريف أراضيهم وهدم منازلهم؟ ولماذا غفلت عما حدث في سجن أبو غريب العراقي وجوانتانامو الكوبي من عشرات من الرسائل الإلكترونية والبريدية تلقيتها في الأيام الماضية تعليقًا علي ما كتبته في الأسبوعين الماضيين عن ظاهرة التطاول علي الذات الإلهية والاعتداء علي الأنبياء والرسل وصحابة الرسول -صلي الله عليه وسلم- وبخاصة أم المؤمنين السيدة عائشة وخالد بن الوليد وأبوهريرة والإمام البخاري.. القراء الأعزاء استنكروا تلك الحملة الشعواء علي الإسلام والمسلمين واتفقوا معي فيما ذكرته من عدم وجود موقف واضح ومحدد من جانب الحكومة لمواجهة مثل هذه الاعتداءات الصارخة وكذلك غياب دور الأزهر الشريف للتصدي لهؤلاء العلمانيين. من بين الرسائل التي تلقيتها رسالة من القارئ "المثقف" علي حسن صديق أحمد من الحضرة القبلية بالإسكندرية قال فيها: "مقالكم يوم الثلاثاء 24 أبريل بعنوان "سقوط حلمي سالم من شرفة ليلي مراد" مقال قيِّم أراح نفسي ونفس كل مسلم غيور علي دينه.. ولو قليلاً.. والمصيبة الكبري يا سيدي أن هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم لقب علمانيين "وهو لفظ ليس له معني" وذلك للهروب من الوصف الحقيقي لأفعالهم.. والتي توجب عليهم عذاب الدنيا والآخرة. إن لم يتوبوا إلي الله.. أقول: إن هؤلاء هم الذين "وللأسف الشديد" أصبحوا يمسكون بناصية الثقافة في بلدنا وعن طريق وزارة الثقافة والمسئول عنهم مسئولية مباشرة هو وزير الثقافة. فلماذا لا يستقيل هذا الوزير أو تتم إقالته. خاصة وأنه وزير في حكومة دولة إسلامية وله مواقف تتعارض مع ثوابت الدين الإسلامي الحنيف. وهذه المواقف أحدثت جدلاً واسعاً وزوابع من قبل؟!!.. من ناحية أخري فإننا في مصر بصدد إصدار قانون لمكافحة الإرهاب.. وعلي من يقومون بإعداد هذا القانون التصدي لمثل هؤلاء الذين يستبيحون الهجوم علي ثوابت الدين والتطاول علي الذات الإلهية والتطاول علي الأنبياء. والرسل وعلي الرسول -صلي الله عليه وسلم- وصحبه الكرام.. ويكون التصدي بحزم وقوة لأن مثل هؤلاء هم الذين يقومون بتغذية الإرهاب باستفزازهم للمجتمع المصري المسلم المتدين بطبعه. وخاصة الشباب الملتزم الذي قد يجد من يوجهه للتصدي لمثل هؤلاء بعيداً عن الشرعية والقانون.. إن ما يقوم به هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالعلمانيين ليس إبداعاً. ولكنه كُفْر بيِّن يُخرج من الملة. والهدف منه الكسب المادي والشهرة السريعة. واللذان أصبحا يأتيان وللأسف الشديد في أيامنا هذه من وراء إشاعة الفاحشة بين الناس والتطاول علي المعتقدات والأديان.. أرجو ألا أكون قد أطلت علي حضرتك. وفي نهاية رسالتي أرسل لكم تحية طيبة. وجزاك الله خير الجزاء وجعل ما تكتبه في ميزان حسناتك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". * مرتضي منصور: سألني أحد الأصدقاء عن رأيي في الحكم القضائي الذي صدر مؤخراً من محكمة جنح الدقي بمعاقبة مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك الاسبق بالحبس 3 سنوات مع الشغل والنفاذ لاتهامه بإهانة السلطة القضائية. فقلت له: إنني تعودت يا صديقي منذ عملي في بلاط صاحبة الجلالة علي ألا أعلق علي الأحكام القضائية. ولكن ما لفت انتباهي في هذه القضية هو سرعة الإجراءات التي اتخذت في محاكمة مرتضي منصور بدليل إحالته للمحاكمة في اليوم التالي للواقعة وصدور الحكم بعد جلسات قليلة. وهذا لا يعني أنني ضد السرعة في الإجراءات. بل إنني من المؤيدين لذلك للقضاء علي ظاهرة بطء إجراءات التقاضي التي نعاني منها ولتحقيق العدالة السريعة. ولكن ما لا يرضي أحدا هو أن تتخذ الإجراءات السريعة والأحكام الرادعة ضد أحد الأشخاص لأنه سب أو قذف أو أهان إنسانا مثله أي إنسان بينما لا تتخذ تلك الإجراءات ولم تصدر مثل هذه الأحكام الرادعة ضد شخص تطاول علي الذات الإلهية.. نعم. وصف المولي عز وجل بعسكري المرور الذي ينظم السير في شارع زكريا أحمد أو القروي الذي يزغط البط في الريف.. لم تتخذ الإجراءات السريعة والأحكام الرادعة ضد شخص يهاجم صحابة الرسول -صلي الله عليه وسلم-.. وبخاصة أم المؤمنين السيدة عائشة وخالد ابن الوليد وابو هريرة والإمام البخاري .. لم تتخذ الاجراءات السريعة والأحكام الرادعة ضد صاحب العبَّارة السلام 98 الذي تسبب في وفاة أكثر من 1400 مواطن بسيط.. لم تتخذ الإجراءات السريعة والأحكام الرادعة ضد البرلماني هاني سرور صاحب فضيحة أكياس الدم الملوثة هذا لايعني سوي شئ واحد فقط وهو ان حكومتنا الموقرة تكيل بمكيالين. وفي النهاية يبقي سؤال مهم: هل إهانة السلطة القضائية أخطر من التطاول علي الذات الإلهية؟!!.. تعذيب وقتل وحشي للمعتقلين المسلمين؟ وإذا كان ما تقوم به المقاومة العراقية والفلسطينية من عمليات مسلحة ضد الاحتلال يعد إرهابا من وجهة نظر السادة الأمريكان فماذا يطلقون علي ما يحدث في العراق وفلسطين وافغانستان؟ إنه لغريب أمر السادة الأمريكان وأتباعهم!!