gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الأربعاء، أبريل ٠٥، ٢٠٠٦

العيب فينا

ما نشرته بعض الصحف الدانماركية والأوروبية من رسومات مسيئة لرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ليس بجديد أو غريب.. فالتطاول علي الذات الالهية والاعتداء علي الأنبياء والرسل والهجوم علي الاسلام وامتهان القرآن الكريم قديم قدم الاسلام ومنذ نزول الوحي علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حينما اعترض كفار مكة علي الدعوة الاسلامية ووصفوا الرسول صلي الله عليه وسلم بالساحر بعد أن كان موصوفاً عندهم بالصادق الأمين.. واستمر مسلسل الهجوم علي الاسلام عقب دخول المسلمين الاندلس ثم مع الحروب الصليبية.. وتجدد المسلسل مع الصحوة الاسلامية لمخطط استعماري للنيل من حضارة الاسلام بعد ان بدأت الحضارة الأوروبية في الانهيار حيث سعي المستعمرون الجدد بكافة الوسائل لابعاد المسلمين عن دينهم عن طريق محاربة القرآن وتشويه أحكامه والطعن في الرسول صلي الله عليه وسلم وتشويه سيرته ووصف الاسلام بالارهاب بالاستعانة بالمستشرقين ونشر الالحاد بين المسلمين لابعاد الاسلام عن مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. الخطورة يا سادة في الاعتداء علي الاسلام والاساءة للرسول صلي الله عليه وسلم ليست من الدول الغربية والمعادية للاسلام لأنها اعتادت علي ذلك ولكن الخطورة الحقيقية ان تصدر مثل هذه الاعتداءات والتجاوزات من المسلمين أنفسهم. وهنا يمكن القول ان السبب الرئيسي الذي جعل الصحف الأوروبية تتجرأ علي نشر مثل هذه الصور المسيئة وغيرها من ألوان الاعتداءات علي الاسلام ورموزه هو ما شاهدوه من قيام بعض المحسوبين علي الاسلام بنشر أفكارهم السامة علي الناس.. فوجدوا من يهزأ بالاسلام ونبي الاسلام في أجهزة الاعلام المختلفة التي فتحت لهم الباب علي مصراعيه باسم الحرية.. وجدوا من يشيد بالقوانين الوضعية لأنها تتفق مع العصر الذي نعيشه بخلاف شرع الله الذي عفا عليه الزمن.. وجدوا ان الاسلام يحارب من الداخل عندنا من بعض المحسوبين عليه. في مصر مثلاً انتشرت في السنوات الماضية ظاهرة التطاول علي الذات الالهية والاعتداء علي الانبياء والرسل والمقدسات الاسلامية بهدف الشهرة واتخذ من يطلقون علي أنفسهم "دعاة التنوير" من حرية العقيدة والرأي والتعبير ذريعة لهذه الاعتداءات وظهرت مطبوعات لاساتذة بالجامعات وكتاب تحوي اعتداءات صارخة علي الاسلام وصف علماء الأزهر الشريف بعضها بأنها لا تقل خطورة عن آيات سلمان رشدي الشيطانية. وقد ظهر أفاكون جدد.. اكتشفوا ان الجنس بات مادة مستهلكة مع قيام ثورة المعلومات والاتصالات ووجدوا ان ضالتهم المنشودة هي الدين والمقدسات فتطاولوا علي ديننا الحنيف ورموزنا الاسلامية فمنذ سنوات سقط أحد من يطلقون علي أنفسهم "دعاة التنوير" وبجعبته بعض الكتب التي ألفها وتحوي اعتداءات صارخة وصريحة علي الذات الالهية والانبياء والرسل والمقدسات الاسلامية ووقف أمام جهات التحقيق معتزاً فخوراً بما سطرت يداه من كفر صريح. أعادت هيئة قصور الثقافة طبع وتوزيع رواية "وليمة لأعشاب البحر" للروائي السوري حيدر حيدر وهي مليئة بالألفاظ الجارحة والعبارات الفاحشة الهابطة وبها تطاول علي الذات الالهية واعتداء علي الأديان والمقدسات والرسل والانبياء. كل ذلك وفوجئنا بمن يطلقون علي أنفسهم دعاة التنوير يدافعون عنها ويتهمون كل من ينتقدها بأنهم ظلاميون وارهابيون ووصفوا الرواية بانها ابداع أدبي وفني لا مثيل له. وانتهت الأزمة التي شغلت الرأي العام فترة طويلة عام 1998 باغلاق صحيفة الشعب التي فجرت القضية وشردت حكومتنا الموقرة أكثر من 80 صحفياً. وانتشار ظاهرة التطاول علي الذات الالهية والاعتداء علي الأنبياء والرسل والمقدسات الاسلامية يرجع إلي أسباب كثيرة لعل أهمها عدم وجود تشريعات صارمة لمعاقبة الملحد أو المرتد.. فالمادة 98 من قانون العقوبات لا تحقق الردع المطلوب وتنص علي: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تتجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد علي ألف جنيه كل من استعمل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخري لافكار متطرفة بقصد اثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الاديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الاضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي. ببساطة شديدة يمكن القول ان من يتطاول علي الذات الالهية ويسب الأنبياء والرسل والمقدسات الاسلامية يحاكم أمام محاكم الجنح ويعاقب بغرامة 500 جنيه بينما من انتقد وزيرا تمت محاكمته أمام الجنايات وعوقب بالحبس سنة مع الشغل والنفاذ.. هل العيب فينا أم في الدانمارك؟!! ِ