gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الأربعاء، أبريل ٠٥، ٢٠٠٦

طريق نظيف

لأنني من سكان مدينة السادس من أكتوبر فقد سعدت كثيرا عندما علمت ان الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء يقطن بنفس المدينة.. ولا أخفي سرا ان سبب سعادتي الغامرة ترجع الي اعتقادي بزيادة الاهتمام والعناية بمرافق المدينة الأساسية وخاصة الطرق كما تعودنا علي ذلك في المناطق التي يقيم بها كبار المسئولين.. ولكن سرعان ما تبددت أحلامي عندما فوجئت بعدم وجود أي نوع من الرعاية أو الاهتمام بالطريق الرئيسي الذي يربط المدينة بالقاهرة الكبري وهو محور 26 يوليو الذي أنفقت عليه الدولة عشرات بل مئات الملايين من الجنيهات.. ذلك الطريق الذي أصبح مصيدة للقتلي بالعشرات معظمهم من طلاب الجامعات والأبرياء واصطبغ الأسفلت باللون الأحمر وتناثرت الأشلاء وجثث الضحايا علي جانبيه وأصبح من المألوف ان نشاهد فيه سيارات الاسعاف وهي تجوب الطريق ليل نهار اما لنقل قتلي أو جرحي أو الاسراع لانقاذ ما يمكن انقاذه. الغريب والمدهش ان السيد رئيس الوزراء يسير علي هذا الطريق المحوري يوميا ذهابا وايابا.. يا سيادة رئيس الوزراء.. اتمني ان تستقل مرة واحدة سيارة عادية مثل السيارات التي نستقلها حتي تشعر بسوء حالة طريق محور 26 يوليو وتتأكد من المعاناة المستمرة التي يواجهها سكان المدينة بسبب حالة الطريق المتدهورة. بالرغم من انني شاهدت موكب السيد رئيس الوزراء أكثر من مرة علي طريق محور 26 يوليو الا ان الشك يساورني ان سيادته يتوجه الي مدينة السادس من أكتوبر ذهابا وايابا يوميا بطائرة خاصة لأنه من الغريب ان يشاهد رئيس الحكومة هذا الطريق دون ان يتدخل لاصلاحه. والسؤال الذي يفرض نفسه.. كيف تكون حالة الطرق الأخري التي لا يسير عليها رئيس الوزراء اذا كان الطريق الذي يسلكه يوميا بهذا السوء؟! يا سادة.. حوادث الطرق في مصر تحولت الي الظاهرة الأكثر رعبا خاصة بعد ان أصبحت تحتل المرتبة الثانية بعد الأمراض في أسباب الوفاة.. الأرقام مذهلة ومخيفة.. الحوادث تحصد أرواحا يفوق عددها ضحايا الحروب وخسائرها 9 آلاف قتيل و60 ألف مصاب و5 مليارات جنيه من خلال 30 ألف حادث سنويا. وبالرغم من ان العنصر البشري مازال هو السبب الأول وراء الحوادث بسبب الرعونة من قبل قائدي السيارات وخاصة النقل الا ان الحكومة لم تفكر في تغليظ العقوبة المعمول بها حاليا والتي لا تزيد علي غرامة مالية بسيطة أو حبس مع وقف التنفيذ حيال هؤلاء المتهورين الذين يتسببون في ازهاق الأرواح. وبالرغم من ان الأبحاث والدراسات والمؤتمرات توصلت الي ان انتشار المطبات الصناعية العشوائية وزيادة المنحنيات الخطيرة بطول الطرق أحد الأسباب الرئيسية في تلك الحوادث الا ان الحكومة تقف عاجزة عن معالجة هذه العيوب لوقف نزيف الأسفلت الذي يتدفق يوميا علي الطرق. وبالرغم من ان أصابع الاتهaام تشير الي غياب الرقابة المرورية الصارمة والحمولات الزائدة ورعونة السائقين الذين حولوا الطرق الي سباقات الرالي السريعة التي يتسابقون فيها الا ان وزارة الداخلية اكتفت بالفرجة وتحرير محاضر الحوادث فقط!!