gamal abd alrahim.............................جمال عبد الرحيم

...... وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا

الثلاثاء، يوليو ٢٤، ٢٠٠٧

تبرعوا لبناء متحف

تلقيت عشرات الرسائل تعقيباً علي ما كتبته في 3 يوليو تحت عنوان "أستاذ الأزهر يدافع عن الإلحاد" وفي 10 يوليو تحت عنوان "جائزة التفوق في الإلحاد".. الكل اتفق علي ضرورة محاسبة الدكتور محمود خيال أستاذ الطب بجامعة الأزهر بشأن ما جاء علي لسانه عبر قناة النيل الثقافية من تجاوزات خطيرة ضد الدين الإسلامي وفي الوقت نفسه استنكروا قرار وزير الثقافة بمنحالشاعر حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب رغم تطاوله علي الذات الإليهة في قصيدة "شرفة ليلي مراد" التي نشرتها مجلة "إبداع" التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بوزارة الثقافة. في نفس اليوم الذي نشرت فيه ما جاء علي لسان الدكتور محمود خيال الأستاذ بطب الأزهر من تجاوزات ضد الدين الإسلامي في برنامج "كتب ممنوعة" بقناة النيل الثقافية تلقيت اتصالاً هاتفياً من مسئول كبير بجامعة الأزهر طلب مني تسجيلاً للبرنامج حتي يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الدكتور محمود خيال.. كما تلقيت اتصالاً هاتفياً آخر من المحامي المعروف نبية الوحش أكد لي خلاله أنه يعد حالياً مذكرة بشأن التجاوزات التي جاءت علي لسان الدكتور خيال ضد الدين الإسلامي لتقديمها إلي المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بتهمة ازدراء الدين الإسلامي المنصوص عليها في المادة 98 من قانون العقوبات. وقال القارئ علي حسن صديق من الحضرة القبلية بالإسكندرية تعقيباً علي منح جائزة التفوق للشاعر حلمي سالم: "إن إقدام وزير الثقافة علي منح هذا الحلمي سالم جائزة التفوق هو تحدي سافر لمشاعر المسلمين. واستهانة بعقائدهم السمحة تماماً مثل ما فعلته ملكة بريطانيا بمنحها المارق المرتد سلمان رشدي صاحب كتاب آيات شيطانية لقب فارس "سير".. إن هذا الفعل من السيد وزير الثقافة بمنحه الجائزة لهذا الشخص هو بمثابة تشجيع وتحفيز لكل كاره وحاقد علي الأديان علي التمادي في فعله.. وهو استهانة واستخفاف بالرأي العام الذي رفض واستنكر بشدة ما فعله هذا الحلمي سالم.. إن الواجب علي السادة المسئولين وأصحاب المناصب القيادية أن يستجيبوا للرأي العام ويسيروا في نفس اتجاهه خاصة في الأمور العقائدية حتي ولو كان مخالفاً لآرائهم واتجاهاتهم.. ولقد رأينا موقفاً موحداً في مجلس الشعب المصري برفض وإدانة ما قامت به ملكة بريطانيا بمنحها لقب فارس للمرتد سلمان رشدي. ولكن للأسف الشديد لم نري أي رد فعل من المجلس الموقر تجاه فعل وزير الثقافة ومنحه جائزة التفوق لمن تطاول وتجرأ علي الذات الإلهية!!.. نأمل أن نري رد فعل مناسب من أعضاء مجلس الشعب الموقر تجاه ما يحدث ومحاسبة السيد وزير الثقافة تحت قبة المجلس". وقال المحامي طه محمود عبدالجليل: "العجيب والغريب أن الدولة ممثلة في وزارة الثقافة التي تكرم الشاعر حلمي سالم الآن هي التي سبق أن صادرت عدد المجلة المنشور به هذه القصيدة الفاجرة حفاظاً علي مشاعر المصريين!!!... والغريب أن الدولة ممثلة في الحكومة ومجلس الشعب قد أدانت في البيان الصادر من مجلس الشعب يوم 20 يونيه الماضي ما فعلته ملكة انجلترا في تكريمها للمدعو سلمان رشدي وأعطته لقب فارس النبيل وقال البيان: إن مثل هذا العمل فيه تحدي سافر لمشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأنه يزكي روح التعصب ويحرك نوازع الغضب في نفوس المسلمين.. فإذا كانت الدولة في هذا البيان قد أدانت انجلترا بتكريم رجل أساء إلي الإسلام والنبي "صلي الله عليه وسلم" فكيف يكرمون ابناً من أبناء مصر لم يحترم دستورها ولا عقيدتها ولا دينها الرسمي ووقع في ازدراء الأديان والإساءة للذات الإلهية ودفعت له مبلغاً باهظاً من عرق الكادحين الفقراء تكرمه به علي تفوقه في ارتكاب جريمته النكراء التي بسببها سبق أن صادرت عدد مجلة "إبداع" وهو ما يعد إقراراً منها بأن القصيدة صادمة لمشاعر الأمة ونشرها فيه خروج علي المقومات الأساسية للمجتمع المصري الذي يجب المحافظة عليها ومنع الخروج عنها. وأولها الدين والأخلاق". ويمكن القول إن منح جائزة التفوق للشاعر حلمي سالم فتح النار عليه مرة أخري كما فتح النار علي وزير الثقافة. حيث تقدم كلاً من حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب والنائب مؤمن زعرور بطلب إحاطة إلي الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وفاروق حسني وزير الثقافة للتحقيق في منح الشاعر جائزة التفوق رغم تطاوله علي الذات الإلهية. كما سارع عدد من المحامين وعلماء الدين بإقامة العديد من الدعاوي القضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة طالبوا فيها بوقف تنفيذ قرار وزير الثقافة بمنح الجائزة للشاعر حلمي سالم ورد مبلغ ال 50 ألف جنيه التي حصل عليها. ويبدو أن وزير الثقافة اعتاد أن يقدم لنا كل ما هو غريب وعجيب.. فقد سبق لسيادته أن أدلي بتصريحات غريبة ضد الحجاب. بعدها أكد أن أركان الإسلام أربعة بدلاً من خمسة!!.. ثم إصدار توجيهاته بمصادرة مجلة "إبداع" التي نشرت قصيدة الشاعر حلمي سالم. واعتبر أن ما جاء فيها يمثل خروجاً علي الدين الإسلامي والقيم والأعراف والمجتمع. ثم عاد ومنح الشاعر جائزة التفوق في الآداب!!.. أما آخر عجائب وغرائب معالي الوزير فهي حملته التي دعا فيها كل المصريين لنيل شرف التبرع لبناء المتحف المصري الكبير ولو بجنيه. وهو ما يوفر لنا 75 مليون جنيه كحد أدني حسب ما جاء علي لسان سيادته والغريب والعجيب في هذا الأمر هو أن معالي الوزير ينفق ملايين الجنيهات علي كتب ومجلات هابطة تسيء للإسلام.. ويمنح جوائز بمئات الآلاف لأشخاص يتطاولون علي الذات الإلهية. وفي نفس الوقت يطلب من المواطنين الغلابة المطحونين التبرع لبناء المتحف المصري الكبير!!.. الأغرب أن معالي الوزير يراهن علي جمع 75 مليون جنيه من 75 مليون مصري معتقداً أن الجنيه الواحد مبلغ بسيط. وأقول لسيادته: إن هناك الكثير والكثير من المصريين لا يملكون هذا الجنيه وإذا حصلوا عليه فأعتقد أنهم سوف ينفقونه لشراء سندوتش فول أو طعمية.. أما إذا كان لمعاليك رأي آخر فليتبرعوا به ويناموا بالجوع علشان خاطر عيون المتحف المصري الكبير.

الاثنين، يوليو ١٦، ٢٠٠٧

راس بن لادن

قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الأخير برفع المكافأة المعروضة لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلي اعتقال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إلي 50 مليون دولار. يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإدارة الأمريكية فشلت تماماً فيما أطلقت عليه "القضاء علي الإرهاب". واعتراف صريح منها بتهديد تنظيم القاعدة لمصالحها داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية. وأعتقد أن مسألة اعتقال بن لادن من عدمه لم ولن تجعل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية تعيش في أمان. لأن القاعدة ليست بن لادن أو حليفه القوي أيمن الظواهري. ولكنها تنظيم كبير ينتشر أفراده في العشرات من الدول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها. والواضح أن القاعدة تحولت من مجرد تنظيم إلي فكر اعتنقه مئات الآلاف من الشباب. ربما لم يكن أحدهم قد التقي بن لادن أو الظواهري من قبل. وارتكب بعضهم عمليات عدائية ضد المصالح الأمريكية أو الأوروبية في الكثير من بلدان العالم ونسبوها للقاعدة.. نسبوها إلي بن لادن والظواهري.. ويمكن أن يكونوا قد فعلوا ذلك ليس حباً لبن لادن والظواهري. بقدر ما هو كراهية للسياسة الأمريكية التي صنعت حواجز حديدية قائمة علي الانحياز الكامل لإسرائيل. وشجعتها علي قتل الآلاف من الأبرياء من الفلسطينيين وهدم منازلهم وتجريف أراضيهم.. فعلوا ذلك كراهية للسياسة الأمريكية العرجاء في الشرق الأوسط والكيل بمكيالين في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وغطرسة القوة التي تتبعها ضد الشعوب العربية والإسلامية. وموقفها الرافض لوصف الصهيونية بالعنصرية.. فعلوا ذلك كراهية للسياسة الأمريكية التي احتلت العراق وشردت شعبه. واستولت علي مدخراته. تحت زعم امتلاك رئيسها صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل تارة.. ووجود علاقة له بتنظيم القاعدة تارة أخري. ثم تبين كذبها وافتراؤها باعتراف مجلسها النيابي "الكونجرس".. فعلوا ذلك كراهية للسياسة الأمريكية التي ساعدت إسرائيل علي ارتكاب مجازر بشعة ضد الشعب اللبناني وقصف القري والمدن بالنابالم والقنابل الفوسفورية وقتل المدنيين الأبرياء وتدمير البنية التحتية.. فعلوا ذلك كراهية للرئيس "بوش" الذي احتل أفغانستان وقتل الأبرياء من المدنيين بالقنابل العنقودية. والفوسفورية. ووعد شعبه في أكتوبر 2001 باعتقال بن لادن خلال ساعات ثم عاد بعد 6 سنوات يستعطف البشر لمساعدته في القبض عليه مقابل 50 مليون دولار!!!... ويمكن القول إن فشل الإدارة الأمريكية فيما أطلقت عليه "القضاء علي الإرهاب" يرجع إلي أنها استغلت موضوع الإرهاب لبسط نفوذها وسيطرتها علي العديد من دول العالم. ناهيك عن تصفية حساباتها مع بعض الدول الأخري. بدليل أنها طرحت اسم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأعوانه بارتكاب تفجيرات سبتمبر. بينما كانت النيران لا تزال مشتعلة بمركز التجارة العالمي "آسف أنقاض مركز التجارة العالمي" وهي بالطبع لم تكن قد توصلت إلي أية أدلة تدينه. ولكنها كانت في حاجة إلي كبش فداء تفتدي به كرامتها التي سقطت تحت أنقاض مركز التجارة العالمي.. وقامت باحتلال أفغانستان وقتلت الأبرياء ودمرت قري كاملة بينما لم تتوصل إلي بن لادن أو الظواهري. وقواتها الآن تتعرض لهجمات متتالية من حركة طالبان وتنظيم القاعدة. فيومياً نسمع ونقرأ عن مدرعات احترقت وطائرات سقطت وجنود قتلوا. وعندما فكرت الإدارة الأمريكية في احتلال العراق استغلت موضوع الإرهاب كذلك. فزعمت وجود علاقة لصدام حسين مع تنظيم القاعدة. الغريب والمثير أن قرار رفع المكافأة المعروضة لمن يدلي بمعلومات عن بن لادن يأتي في وقت اختفي فيه اسم بن لادن ولمع اسم الظواهري.. بن لادن اختفي منذ شهر يونيه 2006 وهو ميعاد آخر شريط صوتي دعا فيه العراقيين إلي مواصلة القتال ضد القوات الأمريكية وشريط الفيديو الذي بثته شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية مؤخراً أعتقد أنه قديم لأنه لا يحمل أي علامات أو مؤشرات تشير إلي تاريخ أو مكان تسجيله. علاوة علي أن المناظر التي ظهرت في الشريط مشابهة لتلك التي تضمنتها أشرطة ظهرت عقب قصف الولايات المتحدة الأمريكية لحركة طالبان عقب تفجيرات سبتمبر. أما أيمن الظواهري الحليف القوي لبن لادن. فهو الذي يتولي حالياً بث التسجيلات الصوتية والمصورة عبر الفضائيات ومواقع النت. وآخرها تهديده لبريطانيا بشن هجمات جديدة والرد علي تكريم الكاتب الملحد سلمان رشدي من قبل ملكة بريطانيا. علاوة علي مباركته للعملية التي استهدفت قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان. ويمكن القول إن التفجيرات التي شهدتها بعض الدول الأوروبية والعربية مؤخراً من جانب تنظيم القاعدة تأتي استجابة لشريط فيديو بثه الظواهري في 7 يوليو الحالي. حث فيه الشباب المسلم حول العالم علي الجهاد في العراق. وأفغانستان. وضرب مصالح الغرب. وفي النهاية أعتقد أن رفع مكافأة القبض علي بن لادن إلي 50 مليون دولار أو حتي مليار دولار لن تساهم في اعتقاله. فقد سبق لحركة طالبان التي يعيش في أحضانها حالياً أن رفضت تسليمه للولايات المتحدة الأمريكية مقابل عدم إسقاط حكومة الملا عمر.. فعلاً الناس مواقف.

الاثنين، يوليو ٠٩، ٢٠٠٧

استاذ الازهر يدافع عن الالحاد

يوم الخميس الماضي كنت ضيفاً علي برنامج "كتب ممنوعة" بقناة النيل الثقافية الذي يقدمه الإعلامي المعروف جمال الشاعر. وتعده الزميلة هبة الشرقاوي لمناقشة كتاب "نهاية الإيمان" للكاتب الأمريكي سام هاريس. الكاتب "الملحد" يشدد علي ضرورة الانتباه إلي الدور الذي تلعبه المعتقدات الدينية في تحريك النزاعات والتحريض عليها ويريد تسليط الضوء علي جنوح بعض المحللين إلي تجاهل ذلك الدور المتنامي. حيث لا يمكن تجاهل الحقيقة المتمثلة في أن مئات الملايين في إشارة إلي المسلمين يؤمنون بميتافيزيقا الاستشهاد أو أن البعض الآخر أي المسيحيين يؤمنون بأن النصوص الواردة في سِفْر الرؤيا من كلام الله المنزل. ويشدد الكاتب كذلك علي ضرورة الابتعاد عن الإيمان الأعمي بالمسائل الميتافيزيقية والتوجه نحو الاحتكام إلي العقل والمنطق في التعامل بين بني البشر لكي تستمر الحياة البشرية ولا تتعرض إلي التهلكة والفناء. ويري سام هاريس أن الدين يمزق المجتمع الإنساني وأن معظم الصراعات الإنسانية ترتكز علي أبعاد دينية. مشيراً إلي أن الأديان تمثل عبئاً علي البشر. وقدم الكاتب الأمريكي نقداً لاذعاً للاعتدال معتبراً أن المعتدلين في الدين سيكونون السبب الرئيسي في تعريض البشرية للسقوط في الهاوية. مشيراً إلي أن الاعتدال القائل باحترام كل طرف لمعتقدات الطرف الآخر يعد نفاقاً. ورغم أن عنوان الكتاب "نهاية الإيمان" مفزع وصادم. وكاتبه الملحد يهاجم الأديان وخاصة الإسلام إلا أن الصدمة الحقيقية جاءت من الضيف الثاني الذي كان يشاركني المناقشة وهو الدكتور محمود خيال أستاذ الطب بجامعة الأزهر بسبب أفكاره الغريبة التي أذهلت الجميع علي شاشة التليفزيون. فهو يتفق مع الكاتب الأمريكي الملحد بأن المعتقدات الدينية وراء تحريك النزاعات والتحريض عليها مطالباً العالم بالتوجه نحو الاحتكام إلي العقل والمنطق في التعامل مع بني البشر. الانتقاد الوحيد الذي وجهه الدكتور محمود خيال لسام هاريس هو أنه هاجم المسيحية أكثر من الإسلام. وأكد أنه كان يجب عليه الهجوم علي الإسلام أكثر من ذلك. لأن المسلمين من وجهة نظره هم وراء الحروب والنزاعات التي يشهدها العالم حالياً!! الخطورة أن أستاذ الأزهر يدافع بكل قوة عن الإلحاد وينكر السنة النبوية ويفسر القرآن الكريم من منظور علمي وعقلي. ويرفض حجاب المرأة. ويتهم أئمة وعلماء المسلمين بالجهل. ويري أن الإسلام انتشر بحد السيف ويهاجم سيدنا عمر بن الخطاب يهدد بإصدار كتاب يشمل تجاوزاته!! والمصيبة أن أستاذ الأزهر أكد أنه سوف يقوم خلال الأيام المقبلة بترجمة كتاب "نهاية الإيمان" للملحد سام هاريس ونشره داخل مصر. وعندما أكدت له أن مجمع البحوث الإسلامية لن يوافق علي طبع هذا الكتاب لأنه يحوي كفراً وإلحاداً بالخالق عز وجل. أشار إلي أنه سيتولي طبعه علي نفقته الخاصة بإحدي دور النشر!! يا سادة يا كرام: أعتقد أن ما أكده الدكتور محمود خيال أستاذ الطب بجامعة الأزهر وشاهده الملايين من المواطنين يمثل كارثة حقيقية لأنه يدافع عن كاتب ملحد ويهدد السنة النبوية ويشكك في صحة الأحاديث النبوية ضارباً عرض الحائط بالآيات القرآنية في وجوب الرجوع إلي السنة ومنها: "قُلْ أطيعُوا اللَّه والرسول" و"أطيعُوا اللَّه وأطيعُوا الرسول" و"مَنْ يُطِع الرّسُولَ فقد أطَاعَ اللَّه".. و"إن الّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّه". ولم يكتف الدكتور محمود خيال بالدفاع عن الكاتب الملحد وإهدار السنة النبوية. بل أنه سخر من الحجاب وهاجم أئمة وعلماء المسلمين واتهمهم بالجهل. ويري أن الدين الإسلامي انتشر بحد السيف!! وفي النهايةأتمني من فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر التحقيق فيما جاء علي لسان الدكتور محمود خيال الأستاذ بطب الأزهر علي شاشة قناة النيل الثقافية يوم الخميس الماضي. وأتمني كذلك من المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام التحقيق مع أستاذ طب الأزهر بتهمة ازدراء الأديان المنصوص عليها في المادة 98 من قانون العقوبات. نشر هذا المقال بجريدة الجمهورية

جائزة التفوق فى الالحاد

في شهر أبريل الماضي نشرت مجلة "إبداع" التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة قصيدة للشاعر حلمي سالم تحمل عنوان "شرفة ليلي مراد" تعرضت بعض مقاطع فيها للذات الإلهية بالإساءة الشديدة وتضمنت جرأة غريبة علي المولي عز وجل تصوره بعسكري المرور الذي ينظم السير في شارع زكريا أحمد ويشبهه بالقروي الذي يزغط البط في الريف وهو يجس ضرع البقرة مثل أمهاتنا في الريف. وفي يونيه الماضي أي بعد مرور شهرين فقط منحت وزارة الثقافة حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب وهو ما يعد استفزازاً وتحدياً لمشاعر الملايين من المواطنين الذين رفضوا القصيدة. الواضح أن وزارة الثقافة منحت حلمي سالم تلك الجائزة لتفوقه في الإلحاد والتطاول علي الذات الإلهية لأن تفوقه في الآداب معدوم بالمرة. فقصيدته "شرفة ليلي مراد" لا ترقي لأن تكون قصيدة شعرية. ومن الخطأ إدراجها ضمن ديوان الشعر العربي. أما مشروعه الشعري بشكل عام فلا يستحق جائزة التفوق فهناك العشرات من شعراء السبعينيات أفضل منه بكثير. ويبدو أن وزارة الثقافة اعتادت أن تقدم لنا كل ما هو غريب وعجيب. فقد سبق لتلك الوزارة أن أصدرت العشرات من الكتب والمجلات وبها تطاول علي الذات الإلهية واعتداء علي الأنبياء والرسل والأديان والمقدسات تسب الله وتهين القرآن وتشوه الخالق وتصف الله بالفنان الفاشل وتصف الرسول "[" بالمزواج. وهذا ما حدث في رواية وليمة لأعشاب البحر للروائي السوري حيدر حيدر عام .1999 يبدو أن وزارة الثقافة اعتادت أن تقدم لنا كل ما هو غريب وعجيب. فوزيرها اعتبر من قبل أن ما جاء في قصيدة حلمي سالم "شرفة ليلي مراد" يمثل خروجاً علي الدين والقيم والأعراف والمجتمع. وأصدر توجيهاته بمصادرة مجلة "إبداع" التي نشرت القصيدة. ثم عاد ومنح حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب!!!.... ولم لا تقدم وزارة الثقافة كل ما هو غريب وعجيب والقائم عليها سبق له الإدلاء بتصريحات غريبة ضد الحجاب. بل إن سيادته أكد أن أركان الإسلام أربعة فقط!!!... الخطورة أن منح حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب رغم الضجة التي أثارتها قصيدته الرديئة "شرفة ليلي مراد" ورفض الملايين لها» جعله يتمادي أكثر وأكثر.. فمنذ أيام قليلة طالب في ندوة بحزب التجمع بإلغاء قانون الحسبة. وشن هجوماً عنيفاً علي الأزهر الشريف وطالب باقتصار دوره علي فرض الرقابة في طباعة المصحف الشريف والأحاديث النبوية. وعدم تمكينه من فرض وصايته علي الإبداع وحرية الرأي والتعبير. كما انتقد منح الأزهر الشريف أحقية مراقبة ما يصدر من إبداعات وإصدارات في الفنون والآداب ومصادرتها. وفي الحقيقة لا أعرف أين هو الإبداع الذي يتحدث عنه حلمي سالم وإخوانه من العلمانيين؟!.. أي إبداع يا سادة الذي يصف الله عز وجل بعسكري المرور الذي ينظم السير؟!.. أي إبداع يا ناس الذي يشبِّه الذات الإلهية بالقروي الذي يزغط البط في الريف؟!.. أي إبداع يا عالم الذي يصور المولي عز وجل بالشرطي الذي يمسك الناس من قفاهم؟!.. سبحان الله علي الإبداع الذي يتحدثون عنه. المصيبة أن حلمي سالم وأعوانه من العلمانيين يعتقدون أنهم المحتكرون للفكر والثقافة والإبداع دون غيرهم في حين أن الواقع يؤكد أن من يدينون بالعلمانية فرَّطوا في الدين والقيم والآداب.. ودأبوا علي الطعن في ثوابت الدين. ووجدوا آذاناً صاغية وأيادي داعمة من وزارة الثقافة ولم يردعهم رادع. ودائماً يسعون إلي إشعال نار الفتنة في المجتمع ولا يرون الإبداع إلا في رواية عاهرة. أو قصة ماجنة. أو طعن علي ثوابت الدين ورموزه. الكارثة أن حلمي سالم الحاصل علي جائزة التفوق في الآداب يجهل بالقانون.. نعم يجهل بالقانون. فسيادته يطالب بعدم تمكين الأزهر الشريف من مراجعة الكتب قبل طبعها. وهذا يخالف قانون تطوير الأزهر الشريف رقم 103 لسنة 1961 ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس الجمهورية رقم 250 لسنة 1975 الذي يخول للأزهر الشريف ممثلاً في إدارة البحوث والنشر بمجمع البحوث الإسلامية الذي يرأسه شيخ الأزهر مراجعة وفحص المؤلفات الإسلامية أو التي تتعرض للإسلام قبل طبعها. والسماح بطبعها وتداولها من عدمه. ويمكن القول إن حصول الشاعر حلمي سالم علي جائزة التفوق في الآداب فتحت النار عليه مرة أخري. كما فتحت النار كذلك علي وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلي للثقافة. فسارع بعض نواب البرلمان إلي تقديم طلبات إحاطة لرئيس الوزراء طالبوا فيها بحجب الجائزة عن سالم. كما سارع عدد كبير من المواطنين والمحامين إلي ساحات المحاكم وطالبوا بوقف القرار الصادر بمنح الجائزة لسالم. ورد مبلغ ال 50 ألف جنيه قيمة الجائزة. وفي النهاية تبقي عدة أسئلة مهمة: لماذا لم تمنح وزارة الثقافة حلمي سالم جائزة التفوق في الآداب طوال السنوات الماضية إذا كان مشروعه الشعري بشكل عام يستحق ذلك؟!.. ولماذا منحته تلك الجائزة بعد شهرين فقط من نشر قصيدة فاحشة تتطاول علي الذات الإلهية؟!.. وهل هذا يعد تشجيعاً لكل من يتطاول علي الذات الإلهية؟!.. وهل تفكر وزارة الثقافة في تخصيص جائزة في الأعوام القادمة للمتفوقين في الإلحاد؟!!!... وعجبي.